مواضيع المدونة

السبت، نوفمبر 30، 2013

من كتاب الدر المكنون والجوهر المصون لحل الصحيفات الجفرية بالقواعد الجعفرية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله

قال للشيخ محي الدين بن عربي الطائي الحنفي الأندلسي (قدس الله سره ونور روحه ووهب لنا فيوضاته وفتوحاته) في كتابه " الدر المكنون والجوهر المصون لحل الصحيفات الجفرية بالقواعد الجعفرية " :
وقد شرح كتاب إدريس (ع) تنكلوشاه البابلي، وثابت بن قرة الحراني، ولما أطلعني الله على العوالم الماضية سألت إدريس (ع) عن شرحيهما فقال: إنهما لم يعلما إلا ظاهره، وإنه إلى الان مقفل فحله لي.
الإمام علي (ض) ورث علم الحروف من سيدنا محمد (ص) واليه الإشارة بقوله (ص): أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فعليه بالباب.
وقد ورث علي (كرم الله وجهه) علم الأولين والآخرين، وما رأيت فيمن اجتمعت بهم أعلم منه.
قال ابن عباس (رضي الله عنهما): أعطي الإمام علي (كرم الله وجهه) تسعة أعشار العلم، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي.
وهو أول من وضع مربع مائة في مائة في الاسلام، وقد صنف الجفر الجامع في أسرار الحروف، وفيه ما جرى للأولين وما يجري للآخرين، وفيه اسم الله الأعظم، وتاج آدم، وخاتم سليمان، وحجاب آصف عليهم السلام.
وكانت الأئمة الراسخون من أولاده (رضي الله عنهم) أسرار هذا الكتاب الرباني واللباب النوراني، وهو ألف وسبعمائة مصدر المعروف بالجفر الجامع والنور اللامع، وهو عبارة عن لوح القضاء والقدر.
ثم الإمام الحسين (ض) ورث علم الحروف عن أبيه (كرم الله وجهه).
ثم الإمام زين العابدين ورث من أبيه (رضي الله عنهما).
ثم الإمام محمد الباقر ورث من أبيه (رضي الله عنهما).
ثم الإمام جعفر الصادق ورث من أبيه (رضي الله عنهما)، وهو الذي غاص في أعماق أغواره واستخرج درره من أصداف أسراره، وحل معاقد رموزه وصنف الخافية في علم الجفر، وجعل في خافيته الباب الكبير " ابتث "، وفي الباب الصغير " أبجد " إلى " قرشت "، ونقل انه يتكلم بغوامض الاسرار، والعلوم الحقيقة، وهو ابن سبع سنين.
وقال الإمام جعفر الصادق (ض): علمنا غابر ومزبور، وكتاب مسطور في رق منشور ونكت في القلوب، ومفاتيح أسرار الغيوب، ونقر في الاسماع، ولا ينفر عنه الطباع، وعندنا الجفر الأبيض، والجفر الأحمر، والجفر الأكبر، والجفر الأصغر ومنا الفرس الغواص، والفارس القناص، فافهم هذا اللسان الغريب، والبيان العجيب.
قيل: إن الجفر يظهر آخر الزمان مع الإمام محمد المهدي (ض) ولا يعرفه على الحقيقة إلا هو.
وكان الإمام علي (ض) من أعلم الناس بعلم الحروف وأسرارها.
وقال الإمام علي (كرم الله وجهه): سلوني قبل أن تفقدوني، فان بين جنبي علوما كالبحار الزواخر.
واعلم أن هذا الجفر هو التكسير الكبير الذي ليس فوقه شئ، ولم يهتد إلى وضعه من لدن آدم (ع) إلى الاسلام غير الإمام علي (كرم الله وجهه)، كل ذلك ببركة تعليم خير الأنام، ومصباح الظلام، محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم السلام).
ولما كنت في بلدة بجلية سنة 610 اجتمعت بإدريس (ع) وحللت عليه الثمانية والعشرون سفرا بكمالها، وأهدى إلي علمه على أحسن حال، فهذا الذي حملني على إخراج كتاب السهل الممتنع، وما سلم من الخطاء إلا المعصوم وما منا إلا له مقام معلوم.
وإن الإمام جعفر الصادق (ض) وضع وفقا مسدسا على عدد حرف ألف الذي هو كافي، وكان يخرج منه علوما كالبحار الزواخر، وإن أردت حله على الحقيقة فانظر في كتاب " شق الجيب " يظهر لك سر ذلك، وكان لسيدي الشيخ أبو الحسن الشاذلي له فيه تصرف غريب.
قال سيدي الشيخ أبو مدين المغربي: ما رأيت شيئا إلا رأيت مشكل الباء فيه، فلذلك كان أول البسملة، وهي آية من كل سورة.
وقال: ما من رسم يرسم إلا وله خاصية، حتى الحية إذا مشت على التراب.
وقد أودع الإمام جعفر الصادق (ض) في السر الأكبر من الجفر الأحمر سر كبير، ولا ينبئك إلا مثله إمام خبير، فان عرفت سره ووضعه وضعت الجفر جميعه، وذكرت بعض هذه الاسرار في الفتوحات المكية.
فلما أراد الله أن يثبت الحجة لآدم (ع) على الملائكة، وأراد أن يعلمهم أن آدم (ع) أحق بالخلافة منهم (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم) فلما نبأهم بأسمائهم ثبت العجز على الملائكة بالمسألة التي سألهم إياها وعجزوا عن علمها، فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم لفضل علمه، فمن وصل إلى هذه الفضيلة فقد اختصه الله - تبارك وتعالى - من بين عباده، وجعله أفضل أهل زمانه ولم يهتدوا إلى سر يقع إلا إمام العلوم باب مدينة المعصوم (ص) وأعلى الله مقامه لديه. وحللنا نزرا يسيرا في " شق الجيب " فيما يتعلق بالمهدي (ع) وخروجه.
أخرج يا إمام تعطل الاسلام، إن الذي فرض عليك لرادك إلى معاد.
إذا دار الزمان على حروف * ببسم الله فالمهدي قاما
ويخرج بالحطيم عقيب صوم * ألا فاقرأه من عندي السلاما

نقلا عن كتاب ينابيع المودة

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق