مواضيع المدونة

الثلاثاء، أكتوبر 23، 2012

قصيدة المباحث الأصلية في السلوك


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد


قــــــــــــــــال ابــن الـــبـــنـــا الســـرقـــســـطي الشــاذلــــي طــــريقــــــة :




بسم الإله في الأمور أبدا *** إذ هو غاية لها ومبدا


الحمد لله ولي الحمد *** هدى إلى الحق ونهج الرشد


ثم صلاة الله والسلام *** على النبي ما انجلا الظلام


يا سائلا عن سنن الفقير *** سألت ما عز عن التحرير


إن الذي سألت عنه مات *** وصار بعد أعظما رفات

فطمست أعلامه تحقيقاً *** فلم تجد بعد لها طريقاً
إلا رسوماً ربما لم تعفُ *** وذاك ما نتبعه ونقفُ
وهبْكَ أن تظفر بالأوطان *** ما السر والمعنى سوى القُُطّان
وهذه مسألة معتاصة *** لم يجد الحبر لها خلاصة
لأنها مسألة غريبة *** حقيقة الجواب عنها ريبة
وقلَّ ما تلقى لها مساعدا *** بل منكراً أو ناقداً أو جاحداً
وإذ تهديت إلى الصواب *** ولم يكن بد من الجواب
فهو على الجملة والتفصيل *** منحصر في خمسة فصول
أولها في أصله, والثاني *** في فضله على مدى الأزمان
وثالث الفصول في أحكامه *** وحين يستوي على أقدامه
والرابع الرد على من رده *** وليس يدري شأنه وقصده
وخامس يعمل كيف صيرا *** حتى غدا بين الأنام منكرا
وبعد ما فصلته فصولا *** وعاد بتّ حبلها موصولا
سميتها المباحث الأصلية *** عن جملة الطريقة الصوفية
فحيّ يا رب امرءاً حياها *** وزكه يوماً متى زكاها

الفصل الأول: في أصله (التصوف)

الطريقة بحث عن تحقيق الحقيقة


واعلم بأن هذه الطريقة *** بحث عن التحقيق للحقيقة


2-         حقيقة الإنسان وأنموذجها الرباني


وهذه حقيقة الإنسان *** حيث لها أنموذج رباني

ووضعه في الكتب لا يجوز *** بل هو كنز في النهى مكنوز
إياك أن تطمع أن تحوزه *** من دفتر أو شعر أو أرجوزة
وإنما تعرف منه وصفا *** لست تراه، وهو ليس يخفى
وها أنا أشرح منه البعض***بقدر ما تفهمه فلترض
فهذه الحقيقة النفسية*** موصولة بالحضرة القدسية
وإنما يعوقها الموضوع*** ومن هنا يبتدأ الطلوع
لم يتصل بالعالم الروحاني *** من عمره على الفضول عاني
ليس يرى من المعاني دان *** من قلبه في عالم الأبدان

3-         المجاهدة وخرق العادة


فلم تزل كل نفوس الأحيا *** علّامة درّاكة للأشيا

وإنما تعوقها الأبدان *** والأنفس النزغ والشيطان
فكل من أذاقهم جهاده *** أظهر للقاعد خرق العادة
وهي من النفوس في كمون *** كما يكون الحب في الغصون
حتى إذا أرعدت الرعود *** وانسكب الغيث ولان العود
وجال في أغصانها الرياح *** فعندها يرتقب اللقاح
فعندما أزهرت الأغصان *** واعتدل الربيع والزمان
يكون إذ ذاك أوان العقد *** وانتظم الأغصان نظم عقد
حتى إذا أينع للعيان *** وأمنت جوائح الزمان
باكرها زارعها والغارس *** يقطفها, والغير منها آيس
فأي من مر بها مساء *** وأبصر الظلال والأفياء
ونزه الأبصار والعيونا *** حيث رأى الأنهار والعيونا
واشتم منها الروح والريحانا *** وظل في بهجتها حيرانا
فقال: نحن إذاً سواء *** فعندها يجمعنا المساء

4-         سلعة الله غالية


حتى إذا هجمه الظلام *** واحتوشته الوحش والهوام
ولم يجد للفوز من أسباب *** أقام حيران أمام الباب
فقيل من بالباب؟ قال: طارق *** فقيل كلا, لا, ولكن سارق
فقال: مهلًا صاحب الجنات *** لحائر قد ضل في الفلاة
فقال: هلا كنت ذا بستان؟ *** فقال: كنت قاعداً ووان
فقال: يا قوم ألا تشرون؟*** قالوا: جهلت ثمن المثمون
فهذه فواكه المعارف *** لم تشر بالتالد أو بالطارف
ما نالها ذو العين والفلوس *** وإنما تباع بالنفوس
وقيل: ليست هذه المقاصر *** مأوى لكل قاعد وقاصر
وقيل: ليست هذه البحائر *** لحائر ضل فظل حائر
فافهم فتحت هذه العبارة *** إشارة وأيما إشارة

5-         أصل التصوف من جهة دليل الشرع


ولنرجع الآن لباقي الفصل *** إذ في تمامه ثبوت الأصل

فقادة الصوفي أهل الصفة *** في زمن الرسول فاعلم وصفه
وهم ضياف الله والإسلام *** وجلساء سيد الأنام
كانوا على التجريد عاملين *** وعن سوى الرحمن معرضين
تخلقوا بخلق النبي *** يدعون بالغداة والعشي
قد فهموا مقتضيات الشرع *** فصيروا الفرق لعين الجمع
قد خرجوا لله عما اكتسبوا *** فكل صوفي إليهم ينسب
إذن فشأن القوم ليس محدثا *** بل كان أحوى فوجدناه غثا
فاسلك طريق القوم تلق يمنه *** إذ الكتاب قيده والسنة

الفصل الثاني: في فضله


1-         شرف علم التصوف وفضيلته

2-         حجة من يرجح الصوفية على غيرهم

حجة من يرجح الصوفية *** على سواهم حجة قوية

هم اتبع الناس لخير الناس *** من سائر الأنام والأناس
تبعه العالم في الأقوال *** والعابد الناسك في الأفعال
وفيهما الصوفي في السباق *** لكنه قد زاد بالأخلاق
ثم بشيئين تقوم الحجة *** وأنهم قطعا على المحجة
مذاهب الناس على اختلاف *** ومذهب القوم على ائتلاف
وما أتوا فيه بخرق العادة *** إذ لم تكن لمن سواهم عادة
قد رفضوا الآثام والعيوب *** وطهروا الأبدان والقلوب
وبلغوا حقيقة الإيمان *** وانتهجوا مناهج الإحسان
وعلموا مراتب الوجود *** كالأم والوالد والمولود
واستشعروا شيئا سوى الأبدان *** يدعونه بالعالم الروحاني
ثم أمام العالم المعقول *** معارف تلغز في المنقول
وعلموا أن لهم تمكينا *** يرقى بهم مرقى المكاشفينا
ثم رأوا أن دون ذاك مانع *** كدفتر نيط عليه طابع
فالقوم حين علموا بذاكا *** وميزوا القطاع والأشراكا
سلوا من العزم لهم قواضب *** فأنبت كل قاطع وحاجب
فاحتزموا للطعن والنزال *** وابتدروا ميادين القتال
واعلموا أن ليس شيء قاطع *** كبدن كاس وبطن سابغ
ونظروا الحجاب في البواطن *** فوجدوه في النفوس كامن
فعملوا على جهاد النفس *** حتى أزالوا ما بها من لبس

3-   اختلاف الصوفية في المجاهدة


والقوم في هذا على فريقين *** وحكمهم فيه على ضربين

ففرقة طريقهم مبنية *** على العقائد وحسن النية
قالوا: فالنفس كالمرآة *** ينطبع الماضي بها والآت
وإنما يعوقها أشياء *** ترك المحاذاة أو الصداء
قالوا: وإن العين قد تغور * ** وإنما يخرجها الحفير
وأجمعوا أن علاج الأصل*** أقرب للبرء معا والنيل
فما إليه أبدا نشير *** هو علاج النفس والتطهير

4-     استمرار هذه الطريقة إلى انقراض الدنيا


وهذه طريقة الإشراق *** كانت وتبقى ما الوجود باقي

وفرقة قالت بأن العلما *** من خارج بالاكتساب اسما
وشرطوا العلوم في اصطلاحه *** إذ لا غنى للباب عن مفتاحه
فليس للطامع فيه مطمع *** ما لم تكن فيه علوم أربع
وهي علوم: الذات, والصفات *** والفقه, والحديث, والحالات
وهذه طريقة البرهان ** وهي لكل حازم يقظان

5-  وصف الصوفي وحاله وشأنه


ونسبوا الصوفي للكمال *** وضربوا معناه في المثال

فهو كالهواء في العلو *** ثم كمثل الأرض في الدنو
ثم كمثل النار في الضياء *** ثم كمثل الماء في الإرواء
فهو إذا للكائنات حاصر *** إذ صار في معناه كالعناصر
وفضله أشهر من أن يجهلا *** وقد ذكرنا منه نزراً مجملا
وفي بيان أصله دليل *** يعلم منه الشان والتفضيل


الفصل الثالث: في أحكامه


في حكم الشيخ وما يترتب عليه


وإنما القوم مسافرون *** لحضرة الحق وظاعنون

فافتقروا فيه إلى دليل *** ذي بصر بالسير والمقيل
قد سلك الطريق ثم عاد *** ليخبر القوم بما استفاد
وجاب منها الوهد والآكاما *** وراض منها الرمل والرغاما

وجال فيها رائحا وغاديا *** وسار كل فدفد وواديا


وعلم المخوف والمأمونا *** وعرف الأنهار والعيونا


قد قطع البيداء والمفاوز *** وارتاد كل حابس وحاجز


وحل في منازل المناهل *** وكل شرب كان فيه ناهل


فعندما قام بهذا الخطب *** قالوا جميعا: أنت شيخ الركب


وأحدقوا من حوله يمشون *** وكلهم إليه يوزعون


فرتب القوم على مراتب *** ما بين ماش: راجل وراكب


وحيث كلت نجب الأبدان *** قال: أحدهما يا حادي الأظعان

فمن هنا يلقب القوّالا *** حاد لأجل حدوه الرجالا

والسفر المذكور بالقلوب *** والشيخ في منزلة الطبيب

يعلم منها الغث والسمينا *** ويدرك الصلب معاً واللينا
ويعلم البسيط والمركبا *** وما بدا منها عليه واختبا
والطبع والمزاج والتركيبا *** والكون والتحليل والترطيبا
قد أحكم التشريح والمفاصل *** وصار علم الطب فيه حاصل
وكان عشابا وصيدلاني *** قدحا وكحّالا ومارستاني
أمهر في الأعراض والأخلاط *** من أسقلا جالينوس أو بقراط
فعندما صح له التحصيل *** يممه السقيم والعليل
فكان يبريهم من الأمراض *** والساخط القلب يعود راض
وليس هذا طب جالينوس *** وإنما يختص بالنفوس
فهكذا الشيوخ قدما كانوا *** يا حسرتي إذ سلفوا وبانوا

2- في حكم الاجتماع


فكان إذ ذاك اجتماع القوم *** له بعلم عمل عن علم

ولم يكن ذلك عن رويّة *** بل يحضر القوم على السوية
ولم يكن أيضا لدى العشاء *** إذ فيه نهي وهو للإغفاء
وافتقروا فيه للائتلاف *** ليعلم المستوفي حال الوافي
لا خير فيمن لم يكن ألوفا *** ولم يكن لغيره مألوفا
ومن يكن يصحب غير جنسه ***  فجاهل والله قدر نفسه
أفضل للمرء جلوس وحده *** ولا يكن جليس سوء عنده
قد يرتجي الشفاء للسقيم *** مهما يكن ملازم الحكيم
ومن ينازع فاطرح نزاعه *** فالدين مبني على الجماعة

3- في حكم اللباس


وقد أباحوا سائر الأثواب *** وتركها أقرب للصواب

إذ في لباس حلها الحساب *** أيضا, وفي حرامها العقاب
والقوم ما اختاروا المرقعات *** إلا لأوصاف وسوف تأت
أولها فيها اطراح الكبر *** ومنعها للبرد ثم الحر
وخفة التكليف, ثم فيها *** قلة طمع الطامعين فيها
وذلة النفس وتطويل العمر *** والصبر ثم الاقتدا بعمر
ألا ترى لابسها كالخاشع *** فهي إذن اقرب للتواضع

4- في حكم الأكل


الأكل فيه تركه مشروط *** إلا اضطرارا قدر ما يحوط

وإن يكن فحسن وإلا *** فتركه عند الجميع أولى
وأدب القوم لدى الطعام *** جم فمنه ترك الاهتمام
وقلة الذكر له إن غاب *** لكونه عندهم حجاب
بل أنزلوه منزل الدواء *** عند العليل بغية الشفاء
ولم يكن همهم بجمعه *** وكسبه وفضله ومنعه
ولا استقلوه ولا عابوه *** ولا يكن قصدا فيطلبوه
والقوم لم يدخروا طعاما *** بل تركوا الحلال والحراما
إلا يسيرا قدر ما تيسرا *** إذ الحلال المحض قد تعذرا
وجنبوا طعام أهل الظلم *** والبغي والفساد خوف الإثم
بل أكلوا مما استبان حله *** غير الذي لا يعرفون أصله
ويكرهون الأكل مرتين *** في اليوم والمرة في اليومين
وفضلوا الجمع على الإفراد *** فيه لأجل كثرة الأيادي
ولم يلقم بعضهم لبعض *** ولم يجل بصره بل يغضي
ولم يروا فيه بالانتظار *** فيذهب الوقت بلا تذكار
وكرهوا البطنة للإخوان *** فالبطن كالوعاء للشيطان
وأمروا فيه بفتح الباب *** وأكلوا بالقصد والآداب
وفتحوا الباب لكل سار *** وأكلوا بالرفق والإيثار
وللطريق ظاهر وباطن *** تعرف منه صحة البواطن

5- في آداب الاجتماع


ظاهره الآداب والأخلاق *** مع كل خلق ما له خلاق

باطنه منازل الأحوال *** مع المقامات لذي الجلال
والأدب الظاهر للعيان *** دلالة الباطن في الإنسان
وهو أيضا للفقير سند *** وللغني زينة وسؤدد
فالقوم بالآداب حقا سادوا *** منه استفاد القوم ما استفادوا
إذ نصحوا الأحداث والأصاغر *** وحفظوا السادات والأكابر
واجتنبوا ما يؤلم القلوب *** وابتدروا الواجب والمندوب
وخدموا الشيوخ والإخوانا *** وبذلوا النفوس والأبدانا
وأنصتوا عند المذاكرات *** واحترموا الماضي معا والآت
وسألوا الشيوخ عما جهلوا *** ووقفوا من دون ما لم يصلوا
وعملوا بكل ما قد علموا *** وآثروا واغتفروا واحتشموا
واحتكموا بالعدل والإنصاف *** فوردوا كل معين صاف
وبعضهم كان لبعض عونا *** يلقى لديه دعة وأمنا
ينصره في الحق حيث كانا *** فإن أساء قارضه إحسانا
وليس حط الرأس من آدابه *** بل الصواب كان في اجتنابه
بل هو مبني على القصاص *** لمن أراد حسبه الخلاص
وليس في قيام الاستغفار *** أصل صحيح واصطلاح جار
والقصد من هذا الطريق الأدب *** في كل حال منه: هذا المذهب

6- في حكم السماع


وللأنام في السماع خوض *** لكن لهذا الحزب فيه روض

قال العراقيون بالتحريم *** قال الحجازيون بالتسليم
وإن للشيوخ فيه فنّا *** إذ جعلوه للطريق ركنا
وإنما أبيح للزهاد *** وندبه إلى الشيوخ باد
وهو على العوام كالحرام *** عند الشيوخ الجلة الأعلام
وفيه كان ميلق الأحوال *** كيما يبين سافل وعال
وهو صراط عندهم محدود *** يعبره الواجد والفقيد
فعابر يحله عليين *** وآخر يحطه في سجين
وهو سرور ساعة يزول *** نعم, وسم ساعة قتول
وهو قياس العقل نقاش القلوب *** إذ ينزل الحال به ثم يؤوب
وآثاره في عرصات القلب *** كالوبل في الغصن القويم الرطب
ولا يجوز عنده التكلم *** ولا التلاهي, لا, ولا التبسم
ويمنع الأحداث من حضوره *** وإن يكن ذاك فمن ظهوره
والرقص فيه دون هجم الحال *** ليس على طريقة الرجال
وإن يكن يقوى على السكون *** فانه أسلم للظنون
وليس يحتاج إلى السماع *** إلا أخو الضعف القصير الباع
والزعقات فيه والتمزيق *** ضعف, وهز الرأس والتصفيق
ولم يكن لأجله اجتماع *** ولا لدى غيبته انصداع
ولم يكن فيه مرأسنونا *** ولا طنابر ومسمعونا
وليس أيضا كان فيه طار *** ولا مزاهر ولا تنقار
والشمع والفرش والتكالف *** أحلف ما كانت يمين حالف
وأمروا فيه بغلق الباب *** وإنما ذاك للاجتناب
وليس للقائل ما يقول *** في الشعر إذ سمعه الرسول
وإنما كان السماع قدما *** قصد المريد الشيخ يشكو السقما
وجاء هذا, ثم جاء هذا *** حتى استقلوا عنده أفذاذا
فبث كلٌ ما به قد جاء *** فعرضوا من دائهم دواء
فعندما نشطت النفوس *** وزال عنها كسل وبوس
وطابت القلوب بالأسرار *** واستعملت نتائج الأفكار
ترنم الحادي ببيت شعر *** فاكتنفته غامضات الفكر
كل له مما استفاد شرب *** هذا له قشر وهذا لب
فإن تمادى وأتم الشعرا *** أبدوا من الشرح عليه سفرا
فهكذا كان سماع الناس *** فهل ترى به كذا من باس
وكرهوا الخلع على المساعدة *** لأن فيه كلفة المعاندة
ومن يكن يخلع عند الحال *** فلا يجوز رده بحال
إذ كان كل عائد في هديه *** كالكلب ظل عائدا في قيئه
وحكمه في أفضل الأحكام *** رأي العراق ليس رأي الشام
وحكموا الوارد في الخروق *** للأنس والخبرة بالطريق
والسقط مردود بلا خلاف *** وقدر هذا في السماع كاف

7- الحكمة في سفرهم والمقصود به


مذهبهم في جولة البلدان *** زيارة الشيوخ والإخوان

ثم اقتباس العلم والآثار *** أو رد ظلم أو للاعتبار
أو للخمول أو لنفي الجاه *** أو للرسول أو لبيت الله
ولم تكن أسفارهم تنزها *** لكن لله بها التوجها
ولم تكن أيضا بلا استئذان *** للشيخ والآباء والإخوان
ولم يكن ذلك للفتوح *** أو لامرئ مبتذل ممدوح
فحيث ما حلوا بلدا فبالحرا *** أن يقصدوا الشيخ وبعد الفقرا
وإن للقوم هنا آدابا *** إذا جعلوا كلامهم جوابا
فإن تعاطى الشيخ منهم قولا *** قولوا, وإلا فالسكوت أولى
واجب على أولى الإقامة *** تفقد الوارد بالكرامة
وهو يزور القوم في الحرام *** وإنما ذاك للاحترام
ويبدءوا الوارد بالسلام *** وبالطعام ثم بالإكرام
وكلموه بعدها تكليما *** تأسيا بفعل إبراهيما
وكرهوا سؤال هذا الوارد *** إلا عن الشيخ أو التلامد
وكرهوا تضييعه أوراده *** كيف, وقد جاء إلى الزيادة
ومن يسافر في هوى النفوس *** فإنما يؤمر بالجلوس

8- في حكم السؤال وأسبابه


حكم السؤال عندهم مشروع*** طورا, وطورا عندهم ممنوع

وما على السائل من تأويل *** لأجل قهر النفس والتذليل
فمن أولي الأذواق والأحوال *** من كان راض النفس بالسؤال
قالوا: ولا خير إذن في العبد *** ما لم يكن قد ذاق طعم الرد
ومنعوا السؤال للتكاثر ** بل حكموا عليه بالتهاجر
والقوم لما يسألوا إلحافا *** ولا تكاثرا ولا جزافا
بل ذاك كان منهم اضطرارا *** فيسألون القوت والإفطارا
وأدب الصوفي عند المسألة *** أن يدخل السوق إليه يسأله
لسانه يشير نحو الخلق *** وقلبه معلق بالحق
وكرهوا سؤاله لنفسه *** ثم أباحوه لأهل جنسه
ولم يعدوه من السؤال *** لكن من العون على الأعمال
إذ كان خير الخلق في أترابه *** يسأل أحيانا إلى أصحابه
ولا تصف بصحة السؤال *** من يؤثر الأخذ على الإبذال
والشغل دون الكسب بالعبادة *** محض التوكل, ورأي السادة
ثم السؤال آخر المكاسب *** وهو بشرط الاضطرار واجب

9- في حكم التربية وتدريج المريد


فإن أتى القوم أخو فتون *** وقال: يا قوم أتقبلون؟

تقبلوه صادقا أو كاذبا *** إذ كان محتوما عليهم واجبا
وحذروه من ركوب الإثم *** وأمروه باقتباس العلم
وأمروه بلزوم الطاعة *** والماء والقبلة والجماعة
وقرروا فيه شروط التوبة *** وأمروه بلزوم الصحبة
ثم أمدوه بعلم الظاهر *** حتى استقامت عنده السرائر
حتى إذا أنقاد مع الإفادة *** وكاد أن يصلح للإرادة
إذا للمريد عندهم حدود *** لأجلها قيل له مريد
فعندها رد إلى الأوراد *** كالصمت والصوم مع السهاد
وعاملوه بالمعاملات *** إذا علموا مختلف العلات
ولم يحيلوه على الحقيقة *** إذ لم يكن مستوفي الطريقة
لكن أحالوه على الأعمال *** لأجل ما فيها من النوال
إذ الطريق إلى العلم ثم العمل *** ثم هبات بعدها تؤمل
حتى إذا أحكم علم الظاهر *** وأبصروا القبول فيه ظاهر
ألقوا إليه من صفات النفس *** ما كان فيها قبل ذا من لبس
وهي إذا أنكرتها فلتعرف *** إحدى وتسعين, وقيل نيف
فجرعوها كؤوس المنون *** وهي تنادي: كيف تقتلوني
فعندما مالت إلى الزوال *** أدخل في خلوة الاعتزال
وقيل: قل على الدوام: الله *** وأحذر كطرف العين أن تنساه
ووكل الشيخ به خديما *** يلقى إليه القول والتعليما
وقيل: إن تكتم من الأحوال *** شيئا سلكت سبل الضلال
فليس عند القوم باللبيب *** من لم يصف شكواه للطبيب
فلم يزل مستعملا للذكر *** فيصمت اللسان وهو يجري
وقدر ما تجوهر اللسان *** بالاسم يستثبته الجنان
ثم جرى معناه في الفؤاد *** جري الغذا في جملة الأجساد
فعندها حاذي مرآة القلب *** لوح الغيوب وهو غير مخب
فأدرك المعلوم والمجهولا *** حيث اقتضى لتركها قبولا
حتى إذا جاء بطور القلب *** خوطب إذ ذاك بكل خطب
فقيل لو عرفتني بكوني *** قيل: إذن فاخلع نعال الكون
ثم فنى عن رؤية العوالم *** ولم ير في الكون غير العالم
ثم انتهى لفلك الحقيقة *** فقيل: هذا غاية الطريقة
ثم أمتحى في غيبة الشهود *** فأطلق القول: أنا معبودي
حتى إذا رد عليه منه *** أثبت فرقا حيث لم يكنه
فرد نحو عالم التحويل *** وعبروا عن ذاك بالنزول
ورده بالحق نحو الخلق *** كي ما يؤدي واجبات الرق
فكلم الناس بكل رمز *** وألغز التعبير أي لغز
وعندما أسلكه المسالك *** أقامه شيخنا لكل سالك
فهذه أحوال ذي الأحوال *** تدرك بالأفعال لا الأقوال
فكذا كان طريق القوم *** ولم يزل يخصم كل خصم
وهي إذا ما حققت موارث *** عن خير مبعوث وخير وارث
وهكذا الشيخ على التحقيق *** إذا كان مثل سالك الطريق
فمن يكن بهذه الأوصاف *** شيخا وتلميذا فعن إنصاف
فهذه لوازم الأحكام *** جئنا بها تترى على نظام
وما ذكرنا فهو كالقليل *** إذا اختصرنا خشية التطويل

الفصل الرابع - في الرد على من رده


الرابع في الرد على من رده *** وليس يدري شأنه وقصده

هذا الطريق من أجل الطرق *** فافهم هديت واقتده بنطق
إن العلوم كلها المعلومة *** فنونها في هذه متهومة
إذ العلوم في مقام البحث *** وإن هذا في مقام الإرث
وأنكروه ملأ عوام *** لم يفهموا مقصوده فهاموا
وكل من أنكر منه شيئا *** فإنما ذاك لسبع أشيا
لجهله بنفسه الشريفة *** وكونها في أرضها خليفة
وجهله بالعالم المعقول *** وشغله بظاهر النقول
وسهوه عن عمل القلوب *** والخوض في المكروه والمندوب
والجهل بالحلال والحرام *** والميل عن مواهب الإلهام
واعلم بان عصبة الجهال *** بهائم في صورة الرجال
ومن أباح النفس ما تهواه *** فإنما معبوده هواه
تالله ما يجمل باللبيب *** جهل البعيد منه والقريب
كيف يرى في جملة السباق *** من حظه مع الحظوظ باق
متى يجد جواهر المعاني *** من قلبه على الدوام عاني
لم يتصل بالعالم الروحاني *** من عمره على الفضول حاني
ليس يرى مع المعاني دان *** من قلبه في عالم الأبدان
مهما ترقى مادة الموضوع *** يأخذ نجم الدرك في الطلوع
يا حسرتي إذا لا مجد راكب *** يصحبنا في هذه المراكب
يا معشر الأخوان هل من سائل *** أخبره عن هذه المسائل
وأسفا يا فتية الوصول *** على انصرام حبلها الموصول
لو أبصر الشخص اللبيب العاقل *** لم يعتقل عن هذه المعاقل
يا صاحب العقل الحصيف الوافر *** إياك أن تصدمك الحوافر
لقد غدا الكون لديك سافر *** إن لم تكن فيه كما المسافر
يا موثقا في موثق المماليك *** تزهو أراك اليوم زهو المالك
يا من أعاتبه على الدوام *** حتام أجفان الدوا دوام
كم أنت ذو وسائد عراض *** لاه عن الجوهر بالأعراض؟
مهما تعديت عن الأجسام *** أبصرت نور الحق ذا ابتسام
مهما ارتقيت عن قبيل الحس *** أدركت في نفسك معنى النفس
يا من على القشر غدا يحوم *** حتى عن اللب متى تصوم؟
يا من إذا قيل له تعال *** لمنهج التحقيق قال: لا لا
يا جاهلا من داره سكناها *** وهو يؤدي أبدا كراها
أتدري من أنت؟ وكيف تدري *** وأنت قد عزلت والي الفكر
يا سابقا في موكب الإبداع *** ولاحقا في جيش الاختراع
اعقل فأنت نسخة الوجود *** لله ما أعلاك من موجود
أليس فيك العرش والكرسي *** والعالم العلوي والسفلي
ما الكون إلا رجل كبير *** وأنت كون مثله صغير
فأنت لست من قبيل الأرض *** حتى إذا رميت فيها تمضي
فاحتل على النفس فرب حيلة *** أنفع في النصرة من قبيلة
يا منكر المعقول والمعاني *** ما الصنع في أمثلة القرآن
بعداً أرى فيك عن الإشارة *** هل تنكرنْ رواية العبارة
يا جاهلا أقصي الكمال وقفا *** على عقول وهمها لا يخفى
أول أطوارك منذ أول *** الحس والتمييز والتخيل
والعقل والذكر معا والفكر *** هيهات, بل وراء ذلك طور
ما ناله الجمهور والوراد *** وإنما يناله الأفراد
منفعلا يدعى ومستفاد *** وعقل تخصيص لمن أراد
وحيث فيه ينتهي الولي *** فمن هناك يبتدي النبي
وفيه تجلى جمل المعارف *** فمن رآها قيل له عارف
فهذه ميادين الأبطال *** ليست لكل جبان بطال
هل يصلح الميدان للجبان *** أو يكمل الزرع بلا إبان
ما أنكر الناس لما لم يعرفوا *** ما أهجر الولاف لما لم يألفوا؟
أليس قد جبلت العقول *** على الذي جاء به التنزيل
هل ظاهر الشرع مع الحقيقة *** إلا كأصل الفرع في الحديقة
والشرع جار وصحيح العقل *** كحذوك النعل معا بالنعل
ما مثل المعقول والمنقول *** إلا كدر زاخر مجهول
حتى إذا أخرجه الغواص *** لم يكن للدر إذن خلاص
وإنما خلاصه في الكشف *** عن الغطاء حيث لا يستخف
فالصدف الظاهر ثم الدر *** معقوله والجهل ذاك البحر
وإنما المعقول في شكل الحروف *** كما يكون الدر في جوف الصدوف
هل ظاهر الشرع وعلم الباطن *** إلا كجسم فيه روح ساكن
لو عمل الناس على الإنصاف *** لم تر بين الناس من خلاف
واعلم رعاك الله من صديق *** أن الورى حادوا عن التحقيق
إذ جهلوا النفس والقلوبا *** وطلبوا ما لم يكن مطلوبا
واشتغلوا بعالم الأبدان *** فالكل ناء منهم ودان
وأنكروا ما جهلوا وزعموا *** أن ليس بعد الجسم شيء يفهم
وكفّروا وزندقوا وبدّعوا *** إذا دعاهم اللبيب الأورع
كلٌ يرى أنْ ليس فوق فهمه *** فهمٌ ولا علم وراء علمه
محتجبا عن رؤية المراتب *** علّ يسمى عالما وطالب
هيهات هذا كله تقصير *** يأنفه الحاذق والنحرير
فمن يرد موارد المواهب *** فكيف يرضى هذه الغياهب
فالعلم ما يلفي إليه حد *** بل ظاهر يخفي, وخاف يبدو
والعلم لو كانت له نهاية *** يوقف عند حدها أو غاية
من كان أذكى مرسل وأسمى *** قيل له: قل رب زدني علما
فعش بما لديك ما حييت *** وجنب التعنيف والتعنيت
والكل قد يعجبه الكلام *** فالزم هدي نفسك والسلام

الفصل الخامس: في فقراء العصر, ومتشبهي الوقت


إذا علمت كيف كان الحال *** في الشيخ والتلميذ ثم حالوا

فاعلم بأن أهل هذا العصر *** قد شغلوا بمحدثات الأمر
إذ أحدثوا بينهم اصطلاحا *** لم أر للدين به صلاحا
وصنفوا بينهم أحكاما *** أكثرها كانت لها حراما
وانتهجوا مناهج منكوسة *** وارتكبوا طريقة معكوسة
فهذه طريقةٌ قد درست *** وشجر أغصانها قد يبست
كانت إذن مواردا شريفة *** فاستبدلت مذاهبا سخيفة
قد أسست على صحيح العقل *** وأسها الآن بمحض الجهل
يدعي الذي يمشي عليها سالك *** وسالكوها اليوم حزب هالك
بها عاش القوم بخير عيشه *** فصيرت بعدهم معيشة
وكانت تضاهي الكوكب المنيرا *** والآن أضحت حائطا قصيرا
إذا صار لا يعلم منها إلا *** أكلا ورقصا وغنى وسؤلا
وكانت على الإنصاف والنصيحة *** فهي على الإسراف والفضيحة
تعرف بالخلق والإيثار *** والآن بالحقد, والإقتار
وكانت أجل غبطة وخطه *** والآن فهي بدعة وخلطة
كانت على مجرد الصيام *** والآن في مجرد الطعام
في السماع كان غلق الباب *** والآن عند جفن جواب
وقولنا الشيوخ والإخوان *** هم الذين سلفوا وبانوا
ماتوا ولما يتركوا من وارث *** إذ هؤلاء القوم كالبراغث
فكل ما اليوم عليه الناس *** من مدعين الفقر فيه باس
إذ نقضوا الأصول والأركانا *** وصيروه في الورى مهانا
وهدموا بنيانه المشيدا *** وصيروه مخملا ومخمدا
ونثروا الفروع والأصولا *** وجعلوا معلومها مجهولا
واحتسبوا فيها بغير حسبة *** صيروها ضحكة ولعبة
وجعلوها للغني مغرما *** وللفقير نهبة ومغنما
وافتضحوا واصطلحوا لديها *** فصار ما كان لها عليها
حق لمن كان عليهم منكرا *** إذ كل ما يبصر منهم منكرا
لو علموا ما جهلوا ما صاروا *** حيث انتهوا ترمقهم أبصار
لو لم يكن بعض لبعض عاكس *** ما لقبوا بعصبة الكساكس
عار لمن لم يرض العلوما *** ويعلم الموجود والمعدوما
ولم يكن في بدءه فقيها *** وسائر الأحكام ما يدريها
والحد والأصول واللسان *** والذكر والحديث والبرهانا
ولم يكن أحكم علم الحال *** ولا دري مقاصد الرجال
ولم ينزه صفة المعبود *** ولا دري مراتب الوجود
والنفس والعقل معا والروحا *** ويدري منه صدره المشروحا
وعلم سر النسخ والمنسوخ *** أن يتعاطى رتبة الشيوخ
يا عجبا من جاهل مبداه *** في رتبة الكون ومنتهاه
وكيف يهدي وهو لم يهدى *** لقد عدى ظلما وقد تعدى
من لم ينل مراتب الإرادة *** كيف يوطي للهدى سجادة
كيف يدل طرق الأسفار *** من لم يزل في جحره كالفار
أتكتفي بالوصف في المسير *** فالوصف لا يغني عن الخبير
أليس هذا كله محال *** لم يستقم لشخص منه حال
يا قاصدا علم الطريق السالف *** لا تقتدي بهذه الطوائف
ما منهم من علم المقصود *** منه ولا الوارد والمورود
لم يعرفوا حقيقة الطريقة *** فالقوم جهال على الحقيقة
فاحذرهم خشية يفتنوكا *** واترك سبيلا لم يزل متروكا
فإن غدا الأمر عليك مشكلا *** وشئت أن تعلمه مفصلا
فسوف ألقي لك قول الحاذق *** يفصل بين المدعي والصادق
قول الفقير: إنني فقير *** فللظهور أبدا يشير
وبسطه وليس غير عارف *** سخافة ليست من المعارف
وقبضه وليس ذا إرادة *** فهو على غير طريق السادة
وأخذه مما بأيدي الناس *** دون اضطرار فهو ذو إفلاس
ولبسه ما كان ذا اشتهار *** فسره عار عن الأسرار
وأكله من سائر المآكل *** دون انتهاء فهو غير واصل
وسمعه مواقع الألحان *** بغير موت النفس فهو عان
وحبه السماع لا محالة *** بقية فيه من البطالة
ورقصه فيه بغير وارد *** يسلبه عنه فقير وارد
وأخذه الخلع بغير الخلع *** بعد عن الحق بعين الجمع
وحطه الرأس بغير جرم *** على أخيه غير فعل القوم
وقد ذكرنا حكم الاستغفار *** أعني القيام ليس عرفا جاري
وميله للعرب والأعاجم *** علة نفس, وهو فيه آثم
سفره إن لم يكن إليه *** منه فلا حقيقة لديه
وإن أشار للمرام الأول *** وجهل العقل فعنه فأعدل
أو قال بالظهور والحلول *** فبدعة يقدح في الأصول
وقوله: أنا الذي أهواه *** قبل الفنا عنه فما أقصاه
أو يدعي في علمه اللدني *** بلا تقى, فذاك غير سني
وحكمه إن كان فوق الحال *** فذاك مقطوع عن الرجال
أو قال أنا الشيخ فأتبعوني *** بغير علم فهو ذو جنون
أو قال صوفي أنا, ولما *** يدر حدود النفس فهو أعمى
وحبه القوم بلا اتباع *** ليس له فيه من انتفاع
وفعله ما في عموم الشرع *** يمنعه النص ففعل بدعي
وإن تشيخ بغير إذن *** من شيخه باء بكل غبن
فهذه وشبهها موانع *** وهي على الطريق كالقواطع
هل هي إلا علل في الفقر *** جالدها كل جليد صقر
حتى إذا جدلها صريعة *** لم يتوقع بعدها وقيعة
يا صاح لا يفتنك الزمان *** فها لديك الشرح والبيان
فالحق لا يعرف بالرجال *** والعين لا تصلح بالمحال
والحق في كل الأمور أولى *** لو رآه الباطل لاضمحلا
وإذا علمت سنن الأقوام *** إذن فهاك القوس والمرامي
هذا هو الطريق فاقصد جله *** فقد جمعنا لك منه جمله
وقد ذكرنا كل ما اشترطنا *** وها على آخره أتينا
وفقنا الله إلى التوفيق *** وقادنا لقادة التحقيق
وبعد هذا فصلاة الله *** تترى على الهادي العظيم الجاه
ما غردت ورقاء في الأغصان *** وحن مشتاق إلى الأوطان
الحمد لله الذي ختمنا *** بحمده كما به بدأنا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق