مواضيع المدونة

الأحد، يناير 06، 2013

الكتاب المشهور لسيدي أبي الحسن الشاذلي قدس سره

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله

كتب الشيخ أبو الحسن ـ قدس سره ـ من البلاد لبعض أصحابه الكتاب المشهور وهو بليغ فصيح عذب الألفاظ، سهل على الحفاظ، وهو يشير فيه إلى القطبية وبلوغ الأمنية، وهي غاية مطلبهم، ومنتهى أربهم، ونصه:



أما بعد فإني منذ اتنتي عشرة سنة أغدو وأروح فيما هيأ الله لي من سفر الروح على عساكر أولياء الله، فما مررت بها إلا وجدت ريحا طيبة ... تعقلها العقول وألفها النفوس وترتاح لها الأفئدة، ويبتهج بها الدني ويذعن لها الامر، ويجتمع بها كل مفترق، ولا يجهلها من علم، ولا يعلمها من جهل، وجدت أدناهم بمنزلة الرجلين، وأعلاهم بمنزلة الرأس، فلا رأس إلا برجلين، ولا رجلين إلا برأس والكل واحد، والتخصيص لمن طهرهم الله بماء التمحيص فوصلوا رتبة التخصيص، فأول طهارتهم التي هي شرط في طريقتهم الإعراض بالله وفي الله، فصلوا صلاة متقبلة بالإقبال على الله، فناجاهم بما سمعوا من لذيذ خطابه، وسقاهم من كؤوس المحبة فأسكرهم من شرابه، ثم ولاهم ولاية التخصيص لما كملوا، وأبرزهم للخلق لما به فضلوا، فجاءوا ملوكا في زي الفقراء، عمدة الملوك العُدد واللأنصار، وعمدة الفقراء الغنى بالله، والرضى بمجاري الأقدار، قليل من يحبهم كثير في المعنى، كثير من يبغضهم قليل في المعنى، الشمس واحدة كثيرة في المعنى، النجوم عدد كثير قليل عند ظهور الشمس، وهي سنة الله مع الأولياء، فاستبانت فضيلة الولي بكثرة أعدائه، وقلة أنصاره، ثم لا يعبأ بهم بل يحرضهم على نفسه فيقول: قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، إن لا تنصروه فقد نصره الله، فلا تعبأ بمن ناواك ولا تعتمد على من تولاك، فإنما هي ربوبية تولت عبودية، وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها، عموما في كل مدينة وقرية إن الأكابر مجرموها والصالحين فقراءها، ولن تجد لسنة الله تبديلا، وكفى بالله وكيلا، فاجلس جلوس من فقد الكل وعزَاه الله تعالى بقوله كل من عليها فان ، وبقوله كل شيء هالك إلا وجهه، فليس بعاقل من لك يتعز عندي بعز الله، وإني لمشتاق إلى لقائه، وأرجوه من الله والسلام






منقول من مخطوط سبك المقال خـــاص

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق