مواضيع المدونة

التقارب بين المذاهب


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد


دون تعليق: هذا النص مأخوذ من كتاب جامع الأسرار و منبع الأنوار لمؤلفه السيد 

حيدر آملي قدس سره  :


شرف الطائفتين المذكورتين (أي الشيعة الامامية )
و الصوفية) و منزلتهما، بل حقيقتهما، (هو) بأّنهما حاملا
أسرار الأنبياء و الأولياء- عليهم السلام- ظاهرا و باطنا،
لا ن الأنبياء و الأولياء كانوا جامعين لجميع الاسرار الإلهية
ظاهرا و باطنا. فالشيعة قاموا بحمل أحكامهم و أسرارهم
بحسب الظاهر و الشريعة، و الصوفية قاموا بحمل أسرارهم
و حقائقهم بحسب الباطن و الحقيقة، و ان كانت الصوفية
بالحقيقة أيضا هي الشيعة، كما عرفته عند بحث المؤمن
الممتحن و غير الممتحن.

جامع الأسرار، المتن، ص:616

(١٢٩٤ ) و هذا بالحقيقة من ترتيب الوجود و كمال الشريعة
الإلهية و اقتضاء المراتب المذكورة، ذلِك تَقدِير اْلعزِيزِ اْلعلِيمِ.
إِن في ذلِك لَذِكْرى لِمن كان لَه قَلب أَو أَلْقى السمع  وهو شَهِيد.
و قد عرفت بعض هذا البحث أيضا عند بحث الشريعة و الطريقة
و الحقيقة، فارجع اليه.
(١٢٩٥ ) و منها أّنه (ينبغي أن) لا يحكم باعتقاد صاحبه (أي 
صاحب هذا الكتاب أو هذا المقام) الا على الوجه الذي تقرر
في هذا الكتاب من أوله الى آخره، لكن بعد تأمله و تحّققه
على ما ينبغي، أعنى لا ينبغي أن يعرف الا جامعا بين أسرار
الأنبياء و الأولياء- عليهم السلام- بحسب الظاهر و الباطن،
المعبر عنهما بالشريعة و الطريقة و الحقيقة، و الجمع بينهما
(أي بين الظاهر و الباطن) بالحقيقة، الذي هو أكمل المقامات و أعظم المراتب، المشار اليه مرارا، بحيث لا يعد من الشيعة الصرفة و لا (من) الصوفية المحضة، بل مّتصفا
بالمقام المحمدى الذي هو الجامع بين المقامين، لقوله- عليه السلام المعبر عنه بالدين « قبلتى ما بين المشرق و المغرب » 
القيم في قوله تعالى ذلِك الدين اْلَقيم و لكِن أَكَثر النَّاسِ لا يعَلمون
لان غير ذلك يكون ظّنا في حّقه، و إِن بعض الظَّن إِثْم
 و إِن الظَّن لا يغنِي من اْلحقِّ شَيئاً ولذلك أقول فيه ما قد قال أكمل الخلق و أعظمهم، و هو قوله تعالى

جامع الأسرار، المتن، ص: ٦١٧

و أَن هذا صِراطِي مسَتقِيماً فَاتَّبِعوه ولا تَتَّبِعوا السبلَ فَتَفرق  بِكُم عن سبِيلِهِ، ذلِكُم وصاكُم به لَعلَّكُم تَتَّقُون
و اْلحمد لِلَّهِ الَّذِي هدانا لِهذا، و ما كُنَّا لِنَهَتدِي لَو لا أَ ن هداَنا الله
.«٣»ذلِك فَضلُ الله يؤْتِيهِ من يشاء و الله ذُو اْلَفضلِ اْلعظِيمِ

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق