بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
قال مولاي العربي الدرقاوي الحسني قدس الله سره
في رسائله العطرة في الرسالة السادسة والتسعون
وهي "في امور شتى " ।
ومنها : فاعلم – رحمك الله – اني رأيت بعض رسائلك– ياسيدي احمد اكعرير الزياتي – رضي الله عنك – قد قلت : ان العالم الجليل الشريف الاصيل ابا العباس سيدي احمد بن عجيبة الانجري – رحمه الله – له اعتناء بمطالعة كتب التصوف ، فأحرى الحكم العطائية ، وله شرح على الصلاة المشيشية، فظهر لي انك مثله في ذلك ، فلذلك حذرتك من الوقوف معها فيما مر ، وهي وإن كانت في غاية الحسن فهي ايضا لمن وقف معها في غاية القبح ، اذ الاسرار لا تتلقى من السطور وانما تتلقى من الصدور، كما في القرآن العظيم : " وحصل ما في الصدور" ، وظهر لي ان الواردات الالهية التي وردت على سيدي الجنيد وسيدي علي استاذنا ، ونظرائهم – رضي الله عنهم – فترد – ان شاء الله على سيدي احمد اكعرير ، وعلى سيدي احمد بن عجيبة ، وعلينا وعلى غيرنا ، ان عملنا بما علمنا، اذ جاء في الخبر : ( من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم ) فلا تنحجبا بما للناس من المعاني عما لكما، اذ لكما منها مثل ما للبحر من الامواج ، ولعن الله من كذب ، وقد علمتما ان من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم ।