مواضيع المدونة

الجمعة، ديسمبر 03، 2010

رسالة من رسائل الشيخ المربي القطب أبي العباس أحمد بن الملياني الجزيري التطاوني الخمسي قدس سره

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم

هذه الرسالة من رسائل الشيخ المربي القطب أبي العباس أحمد بن
الملياني الجزيري التطاوني الخمسي قدس سره.

للإشارة لا توجد ترجمة هذا الشيخ إلا أني وجدت بعض
الإشارات عنه مرموزة في وثائق قديمة بإحدى المكتبات
الخاصة انتفعت بها في عملي على إخراج رسائله المخطوطة
في نسخة وحيدة يتيمة بخط مؤلفها وسأقوم بنشرها عندما
تتهيأ الظروف لذلك.


هذه الرسالة:
الحمد لله وحده صلى الله وسلم على من لا نبي بعده
السيد الذي صفت مودته وخلصت في ذات الله تعالى أخوته الفقيه
البركة الخير الدَّين الصالح سيدي الحسن بن عبد الله أزيات
وجميع من هناك من الإخوان أمنكم الله وحفظكم ورعاكم
ولذكره وطاعته وفقني وإياكم وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد

أيها الإخوان عليكم بذكر الله في السر والعلانية وحاسبوا أنفسكم
قبل أن تحاسبوا، وموتوا قبل أن تموتوا، واعلموا رحمكم الله
ورضي عنكم، أن من حاسب نفسه في الدنيا لا يحاسب في الآخرة
، قلت ورأيت في بعض كتب التذكير"
قال: بعض الخائفين يأخذ
لوحا و"دواتا" ويجعلها بإزائه فإذا تكلم بكلمة كتبها في اللوح
ويقول لنفسه موبخا لها هذه أثبتها عليك الملك فإذا غربت الشمس
وصلى المغرب وضع اللوح بين يديه وجعل يقرأه ويبكي ويقول:
يا نفسي كأني بك وقد سئلت عن هذا كله، وأخاف أنك بكل كلمة
من هذا كله تدخلين في قراطيس وهو يقول: يالله! عفوك ولطفك،
ورفقا بعبدك، فلم يزل ذلك دأبه حتى مات فرءاه بعض الصالحين
في المنام في حالة حسنة، فسأله عما لقي من الله عز وجل فقال:
وهل يلقى من الكريم إلا الكرم، جعل محاسبتي لنفسي في الدنيا
بدل من الحساب في الآخرة وجعل دموعي التي بكيت في الدنيا
أنهارا ترويني يوم العطش الأكبر، وتفضل الكريم علي بجواز
الصراط ودخول الجنة، ومن علي بالفضيلة العظمى والزيادة
الكبرى بالنظرإلى وجهه الكريم سبحانه هـ. فرق: فرقة
لا يحاسبون أصلا، وفرقة يحاسبون حسابا يسيرا، وهما من
المؤمنين، وفرقة تحاسب حسابا شديدا، وهذه منهم كفار ومنهم
مؤمنون، وإني أحسبكم وأطلب من الحق تعالى أن تدخلوا الجنة
بغير حساب، وأن يمتعكم في الجنتين، جنة المعارف وجنة
الزخارف كما قال تعالى: " ولمن خاف مقام ربه جنتان"
واعلموا رحمكم الله ورضي عنكم أني " نحبكم" أحبكم الله وكان
لنا ولكم وليا ونصيرا، أن تتصفوا بأوصاف النفس المحمودة
وتتركوا أوصافها الذميمة وأوصافها لا نهاية لها، كما قال بعض
الصالحين: للنفس من النقائص ما لله من الكمالات، فالمؤمن
يجاهد نفسه حتى تنقلب جل النقائص كمالات، ولا يلزم من
ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية هـ. إذ لو كنت لا تصل
إليه إلا بعد محو مساويك ومحو دعاويك لا تصل إليه أبدا، ولكن
إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه ونعتك بنتعته،
فوصلك بما منه إليك لا بما منك إليه هـ. واعلموا رحمكم الله
ورضي عنكم أن أوصاف النفس المحمودة : النشاط وخفة
الأعضاء، والعزم على البر، والتقوى، والكرم، والسخاء والحلم
وسلامة الصدر والسكينة والتأني والرزانة والشجاعة واليقين
والغنى بالله والطمأنينة والسكون والرضى تحت مجاري الأقدار. والخمول، وحب السفليات والزهد والقناعة والورع
والغنى بالله دون شيء سواه وتعظيم الفقراء والرفعة لهم والدنو
منهم والحب لهم والانفاق عليهم والاكرام لهم على الدوام هـ.
باختصار ونذكر بعض من أوصاف النفس الذميمة: الكسل
والبخل والشح وهو أقبح كل قبيح والحسد والعجلة والطيش
والخوف والجزع والهلع والشك والاضطراب والتدبير والاختيار
والتكبر وحب الرفعة والجاه والرياسة وحب الدنيا والحرص
والطمع وتعظيم الأغنياء والتملق لهم وتحقير الفقراء وتصغيرهم
هـ. واعملوا رحمكم الله ورضي عنكم أن من أراد أن تقرب عليه
المسافة البعيدة والمشقة العظيمة ويكون في حضرة الله على الدوام
فليكثر المشي والمجيء إلى شيخه إن كان له شيخ، والله على
ما نقول وكيل والسلام.
محبكم أحمد بن الملياني الشريف الحسني
وفي الخامس عشر من شعبان عام اثنين وأربعين ومائتين وألف

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق