بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد
قال القطب الغوث أبي العباس أحمد الرفاعي الحسيني قدس سره:
معاشر الإخوان أول ما يلزم لرياضة عقولكم أن تفكروا بآلائه تعالت قدرته كيف لف هذه الأرض وبسطها فأحسنها تصويراً وأدار عليها شراع السماء فقدّرها تقديراً ، وكوّر ضمنها كوكب الشمس فأشبعها تكويراً ، ونشر في مطوي العالم الأعلى هذه الكواكب طبقة محلقة وغير محلقة ، بعض تلك الكواكب من دنياكم أكبر وبعضها من بعضها أزيد عظما وأنوار ذوائبها ملتفة الأشعة منعقدة على حبال الاصطدام الثابت وأدوارها ملفوفة على مقاعد أبراجها فبعضها معلق وبعضها ثابت وراء حجاب كل واحد منها حجب قائمة برفارف الغيوب قصرت عن الوصول لغايتها الأبصار فأنكرتها العقول ودون كل جسم منها أجسام استصغرها الطرف وهي أعظم من الدنيا بالعرض والطول .
قامت بالأعمد على فلك الريح الساكن ووقفت مع انجذاباتها الطبيعية فكانت لنفسها كالأماكن خيام مبنية على كواكب ضوئية تسبح في أفلاكها يسير لا يقطع الطريق سقوطاً وتقوم في مدارجها فلا ترفع شراع الطي هبوطاً ولها عوالم لها ملازمة وبها قائمة لو اطلعتم عليها لوليتم منهم فراراً ولمُلئتم منهم رعبا .
لا تقل قدره أوقفني عن السير إليه ، هذا من بطالتك من كسل عزمك وفتور عزيمتك ، اجعل القضاء والقدر صفاً وابعث معهما قلبك ويقينك واعتقادك ، واجعل العقل والتدبير صفاً وابعث معهما رأيك وحزمك وأملك بربك واعتمادك ، وأقم بين الصفين حرب العمل وكن أنت في صف العقل والتدبير المؤيد بحسن الظن بالله وبصدق الإعتماد عليه سبحانه فإذا انكشف غبار تلك الحرب عن غلبة لك في أمرك فقد أثمر غصن أملك بربك وحسن ظنك به وصدق اعتمادك عليه ففزت بمطلوبك وإن انكشف الغبار عن المغلوبية لك في شأنك ، فقد انكشف لك غطاء القدر وانت حيئنذ معذور وسعيك مشكور ، وعملك عند الله تعالى وخاصة عباده مبرور
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق