مواضيع المدونة

الأحد، مارس 25، 2012

نفحات من سيدي أحمد الرفاعي قدس سره


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد

قال القطب الغوث أبي العباس أحمد الرفاعي الحسيني قدس سره:

معاشر الإخوان أول ما يلزم لرياضة عقولكم أن تفكروا بآلائه تعالت قدرته كيف لف هذه الأرض وبسطها فأحسنها تصويراً وأدار عليها شراع السماء فقدّرها تقديراً ، وكوّر ضمنها كوكب الشمس فأشبعها تكويراً ، ونشر في مطوي العالم الأعلى هذه الكواكب طبقة محلقة وغير محلقة ، بعض تلك الكواكب من دنياكم أكبر وبعضها من بعضها أزيد عظما وأنوار ذوائبها ملتفة الأشعة منعقدة على حبال الاصطدام الثابت وأدوارها ملفوفة على مقاعد أبراجها فبعضها معلق وبعضها ثابت وراء حجاب كل واحد منها حجب قائمة برفارف الغيوب قصرت عن الوصول لغايتها الأبصار فأنكرتها العقول ودون كل جسم منها أجسام استصغرها الطرف وهي أعظم من الدنيا بالعرض والطول .
قامت بالأعمد على فلك الريح الساكن ووقفت مع انجذاباتها الطبيعية فكانت لنفسها كالأماكن خيام مبنية على كواكب ضوئية تسبح في أفلاكها يسير لا يقطع الطريق سقوطاً وتقوم في مدارجها فلا ترفع شراع الطي هبوطاً ولها عوالم لها ملازمة وبها قائمة لو اطلعتم عليها لوليتم منهم فراراً ولمُلئتم منهم رعبا .


وقال قدس سره:
لا تقل قدره أوقفني عن السير إليه ، هذا من بطالتك من كسل عزمك وفتور عزيمتك ، اجعل القضاء والقدر صفاً وابعث معهما قلبك ويقينك واعتقادك ، واجعل العقل والتدبير صفاً وابعث معهما رأيك وحزمك وأملك بربك واعتمادك ، وأقم بين الصفين حرب العمل وكن أنت في صف العقل والتدبير المؤيد بحسن الظن بالله وبصدق الإعتماد عليه سبحانه فإذا انكشف غبار تلك الحرب عن غلبة لك في أمرك فقد أثمر غصن أملك بربك وحسن ظنك به وصدق اعتمادك عليه ففزت بمطلوبك وإن انكشف الغبار عن المغلوبية لك في شأنك ، فقد انكشف لك غطاء القدر وانت حيئنذ معذور وسعيك مشكور ، وعملك عند الله تعالى وخاصة عباده مبرور


وروى الكازروني البكري رضي الله عنه  أن الإمام السيد أحمد قدس سره ونفعنا بعلومه " كان ماشياً ومعه جحفل عظيم من خواص أتباعه في واسط فرآه يهودي من أغنياء اليهود وعلمائهم في الطريق فقال لجماعته الآن سأمتحن السيد أحمد فإن أخذته النخوة النفسية تركته وإلا فسأكون مسلماً من أتباعه ، فلما وصل السيد قدس سره قال له الرجل يا سيدي أنت أفضل أم هذا الكلب فقال له يا أخا اليهود إن عبرت الصراط سالماً أنا أفضل منه وإلا فلا ، فبكى اليهودي وأسلم في الحال وحسن إسلامه وحاله وصار من أتباع السيد وأسلم معه أهله وعياله والكثير من جماعته ، كان ذلك ببركة حسن خلق السيد رضي الله عنه وعنا به " .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق