مواضيع المدونة

الاثنين، أبريل 21، 2008

بعض مواعظ ومذاكرات الشيخ القطب الكبير أبي العباس المرسي قدس سره


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على من منه انشقت الأسرا ر , وانجلت الأنوار , ولمقدمه الشريف هطلت أنوار الأمطار, وتبلجت مصابيح الدجى بسطوع شمس الضيا وتفتق الأنهار , وجريان السلسبيل العذب المعطار, وعلى آله بذور الهدى الأنوار المعصومين الأطهار وعلى ذرياتهم حاملي المشعل والنور و الأنوار, وسلم تسليما كثيرا على الأبرار, الأباة الأحرار , في كل زمان ومكان بالاستغراق التام في شهود المنة والطول والحول والوحدانية لك يا ألله , يا خالق النهار والليل الأليل بكثرة الصلاة على المدلل , الدال عليك بقدرتك في سحائب رحمتك بعلمك بالنملة الصماء في الليل الأليل وسلم تسليما كثيرا


هذه بعض مواعظ ومذاكرات الشيخ القطب الكبير أبي العباس المرسي الشاذلي المشيشي عليه السلام من كتاب المعزى في مناقب أبي يعزى لمؤلفه أبي العباس الهروي التادلي الشاذلي:


...أما أبي العباس المرسي لما قيل له ألا تتسبب؟ قال: للناس أسباب وسببنا الإيمان والتقوى।

قال مولانا عز وجل:ِِ (ولو أنَّ أهل القُرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) [الأعراف : 96 ]।...........

وكان أبي العباس المرسي عليه السلام أراد صاحب الإسكندرية أن يحاسنه ويعين أصحابه ويوسع عليهم، فقال: حتى أشاور أصحابي، فلما شاورهم رأى منهم ميلا لذلك فقال لهم: اللهم اغننا عنهم ولا تغننا بهم...

يحكى عنه عليه السلام قال في قوله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا)[النساء: ]

قال: سمي خليلا لأته تخالل سره محبة الله تعالى।

وقال الشاعر:

قد تخللت مسلك الروح مني ــــــ وبذا سمي الخلـــــيل خليلا

وإذا مانطقت كنت حكيمــــا ــــــ وإذا ما صمت كنت العليلا

قال عليه السلام عند قوله تعالى:( وإبراهيم الذي وفى ) [النجم] بمقتضى قوله حسبي الله، فلت _أي التادلي_ ويصح أن يكون وفى لله في كل ما اقتضاه منه حق العبودية فكان مستسلما إليه في جميع الأحكام فلما أتاه سيدنا جبريل عليه السلام قال: أليس لك مني حاجة؟ قال أما إليك فلا وأما إلى الله فبلى।وكذا في ولده فقد استسلمه للقربان فلما علم صدقه فدي بالقربان فلما تحقق صدقه بالامتحان جعل للناس إماما। وروي أنه امتحن بأربعين آية فوفى فيها بحقائق الصدق।

وروي عنه عليه السلام أنه قال في قوله عز وجل: ( وبالأسحار هم يستغفرون )[الذاريات] من طاعتهم ومن أعمالهم التي قاموا فيها في ليلهم ويشهدونها في نفوسهم

قال تاج الدين عليه السلام في لطائفه: دليل ما قال الشيخ عليه السلام: إن الله وصفهم قبل ذلك بقوله:( كانوا قليلا من الليل مايهجعون) [الذاريات]।

ثم فال(وبالأسحار هم يستغفرون) فلم يتقدم في ليلهم ذنوب يكون استغفارهم منها، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله (كان إذا سلم من صلاته استغفر ثلاثا)[ذكره ابن حجر في فتح الباري، والصنعاني في سبل السلام]

قلت _التادلي_: وعلى هذا تواطأ المحققون من أهل هذا الشأن في الإستغفار من رؤية الأعمال، بل ومن كل شيء دونه، يتوبون بكرة وعشيا।

وكلما رأوا من أعمالهم لا يعدونه بحسنة يقولون الخالص من الأعمال مرفوع من القلوب فلا نراه، فكان شأنهم التحقق في العبوديةوالقيام بأوصاف الربوبية والفرار من الحظوظ النفسانية، وكتاب تاج الدين عليه السلام استوفى جميع ذلك بالجملة والتفصيل فهو مشتمل على دواوين تصوف الكبار......



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق