بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله
يكثر الحديث في هذا الزمان عن التصوف ، خصوصا الممارسة الصوفية المسمى صاحبها بالصوفي ، ولكي لانقع في مجانبة الصواب ، عمدا أو سهوا كما هو شأن الكثير ، سأورد تعريفا لإمام مدرسة الشكر صاحب القطبانية والغوثانية العظمى سيدي أبي الحسن الشاذلي عليه السلام ونفعنا ببركاته ، حيث قال : " للصوفي أربعة أوصاف : التخلق بأخلاق الله ، والمجاورة لأوامر الله ، وترك الانتصار للنفس حياءا من الله ، وملازمة البسط بصدق الفناء مع الله "
هذا التعريف على صغر عبارته يعتبر تعريفا حقيقيا لكل من يريد العلم من أجل العمل به ، فهو يعطي تعريفا يمكن أن يكون سفينة سلوكية لكل من يريد هذا الموضوع العملي والتسليك الصوفي .
فمن يريد أن يتحقق بذلك عليه أولا ، التخلق بأخلاق الله وذلك باتباع سنة الرسول الخاتم مولانا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ، وثمرتها الفناء عن كل شيء ماسوى الله سبحانه وتعالى ، وذلك بغفتله عن نفسه والخلق ، وفي هذا مراتب ، وللإشارة لايكون الاتباع لسنة النبي العدنان صلى الله عليه وآله وسلم الا بالأخذ عن سند متصل بالهادي صلى الله عليه وآله وسلم ليحصل الفهم الحقيقي والوراثة للهدي المحمدي .
فإن تم التحقق بهذا انتقل المريد إلى المجاورة لأوامر الله حيث قال الله عز وجل :" وهو يتولى الصاحين " ، وثمرته المحبوبية الأولى ولكن قصد التمكين في الجذبة الأولى المسماة بالإصطفاء ، وعلى العموم فليتأمل الانسان في المجاورة تغنيه دلالتها .
بعد التمكن من هذا ينتقل المريد الى ترك الانتصار للنفس حياءا من الله وفي هذا قال ابن عطاء الله السكندري قدس الله سره :" ارادتك التجريد مع اقامة الله اياك في الاسباب من الشهوة الخفية ، وارادتك للاسباب مع اقامة الله اياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية " افلا يكون هذا الا بحياء ؟! فهذا مقام اسقاط التدبير ، والتوكل حيث لاعمل بتصريف لنفسه بل " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " وثمرته الفناء الثاني ليدخل المريد بساط التوحيد وهو بعد الفناء بالله وفي الله ألا وهو الفناء مع الله المسمى بالبقاء وهذه بغية السالك .
وإني لا اقول ان هذا هو المعنى الاجمالي لكلام القطب الاعظم عليه السلام ، بل ماهذا الا تعبير تكثر تفرعات معناه ، اذ في المعنى معان عدة ، ولكل سلوكه على حسب نظر الشيخ ، كما يقول دائما مولانا نور الهدى قدس الله سره ونفعنا به آمين .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم تسليما.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق