مواضيع المدونة

الاثنين، مارس 23، 2009

القول العلي في تعريف التصوف بلسان الشاذلي ذو المقام العلي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله






يكثر الحديث في هذا الزمان عن التصوف ، خصوصا الممارسة الصوفية المسمى صاحبها بالصوفي ، ولكي لانقع في مجانبة الصواب ، عمدا أو سهوا كما هو شأن الكثير ، سأورد تعريفا لإمام مدرسة الشكر صاحب القطبانية والغوثانية العظمى سيدي أبي الحسن الشاذلي عليه السلام ونفعنا ببركاته ، حيث قال : " للصوفي أربعة أوصاف : التخلق بأخلاق الله ، والمجاورة لأوامر الله ، وترك الانتصار للنفس حياءا من الله ، وملازمة البسط بصدق الفناء مع الله "

هذا التعريف على صغر عبارته يعتبر تعريفا حقيقيا لكل من يريد العلم من أجل العمل به ، فهو يعطي تعريفا يمكن أن يكون سفينة سلوكية لكل من يريد هذا الموضوع العملي والتسليك الصوفي .
فمن يريد أن يتحقق بذلك عليه أولا ، التخلق بأخلاق الله وذلك باتباع سنة الرسول الخاتم مولانا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ، وثمرتها الفناء عن كل شيء ماسوى الله سبحانه وتعالى ، وذلك بغفتله عن نفسه والخلق ، وفي هذا مراتب ، وللإشارة لايكون الاتباع لسنة النبي العدنان صلى الله عليه وآله وسلم الا بالأخذ عن سند متصل بالهادي صلى الله عليه وآله وسلم ليحصل الفهم الحقيقي والوراثة للهدي المحمدي .
فإن تم التحقق بهذا انتقل المريد إلى المجاورة لأوامر الله حيث قال الله عز وجل :" وهو يتولى الصاحين " ، وثمرته المحبوبية الأولى ولكن قصد التمكين في الجذبة الأولى المسماة بالإصطفاء ، وعلى العموم فليتأمل الانسان في المجاورة تغنيه دلالتها .
بعد التمكن من هذا ينتقل المريد الى ترك الانتصار للنفس حياءا من الله وفي هذا قال ابن عطاء الله السكندري قدس الله سره :" ارادتك التجريد مع اقامة الله اياك في الاسباب من الشهوة الخفية ، وارادتك للاسباب مع اقامة الله اياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية " افلا يكون هذا الا بحياء ؟! فهذا مقام اسقاط التدبير ، والتوكل حيث لاعمل بتصريف لنفسه بل " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " وثمرته الفناء الثاني ليدخل المريد بساط التوحيد وهو بعد الفناء بالله وفي الله ألا وهو الفناء مع الله المسمى بالبقاء وهذه بغية السالك .
وإني لا اقول ان هذا هو المعنى الاجمالي لكلام القطب الاعظم عليه السلام ، بل ماهذا الا تعبير تكثر تفرعات معناه ، اذ في المعنى معان عدة ، ولكل سلوكه على حسب نظر الشيخ ، كما يقول دائما مولانا نور الهدى قدس الله سره ونفعنا به آمين .

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم تسليما.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق