بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله
قال الشيخ العارف ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن خلف ابن الحاج السلمي البلفيقي والمراكشي المرقد رضي الله عنه :
الصوفي عبارة عن رجل عدل ، تقي صالح زاهد ، غير منتسب لسبب من الاسباب ، ولا مخل بأداب من الاداب ، قد عرف شأنه وزمانه ، وملكت مكارم الاخلاق عنانه ، لاينتصر لنفسه ، ولا يتفكر في غده وأمسه ، العلم خليله ، والقرآن دليله ، والحق حفيظه ووكيله ، ونظره الى الخلق بالرحمة ، ونظره الى نفسه بالحذر والتهمة ,
وقال ايضا رضي الله عنه : التصوف عدمك عنك فيه ، ووجودك عنده فيه ,
وقال ايضا : التصوف بدايته ايثار الحق على ماعداه ، ونهايته الغيبة بالحق عما سواه ,
وقال ايضا : بنور التقريب يفرق بين البعيد والقريب ، وبنور الاختصاص يمتاز اهل الرياء من اهل الاخلاص ,
وقال في بعض رسائله :
اعلم يا أخي : ان الفهم عن الله هو العلم الأكبر ، والنور الأزهر ، والسنا الأنور ، ولا سبيل الى اقتباس انواره ، والتماس أسراره بالإستبداد ، ولا وجه لوجوده بالإنفراد ، فإن سره مصون ، ولا يعقله بفضل الله إلا العالمون ، فمن عثر على الدليل ، هدي الى السبيل ، ومن اغتر بنفسه ، وتبنى ابناء جنسه ، حجب عن الحقيقة ، وسلب عن الطريقة ، وطفق يخبط عشوا ، ويألف الهوى ،عافاك الله وإيانا من سبيل بغير دليل ، وتوجه بغير وصول ومعاد , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كتبه ابراهيم الضعيف عفا الله عنه ,
وقال رحمه الله : من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة ، لم يفتح له في هذه الطريقة شمة ,
وقال : لاترض لنفسك فائدة ، فإن حبك للشيء يعمي ويصم ,
وقال : لم تصور صوفي منتصر منتسب ، لتصور زاهد مفتر مكتسب ,
وقال : دواء مرض القلوب ، تلاوة القرآن بالتدبر ، وصحبة الصالحين ، واللجأ الى الله تعالى بالأسحار ,
وقال : من جاهد نفسه برأي عالم مقبول في الاسلام ، صالح للقدوة والائتمام ، ظهرت عليه الأحوال الصديقية ، والمواهب الربانية ، والإلهامات الملكية ، وهؤلاء في الإسلام خلفاء الرسل ،
وأمناء السبل , قال الله تعالى : {قل انكنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله },
عن كتاب رياض الورد فيما انتمى إليه هذا الجوهر الفرد
لأبي عبدالله محمد الطالب بن أبي الفيض حمدون
ابن الحاج السلمي المرداسي الفاسي
(ج1) الباب الثالث
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق