مواضيع المدونة

الاثنين، ديسمبر 14، 2009

معنى الصوفي والتصوف ودواء القلب عند العارف بالله مولاي ابراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله


قال الشيخ العارف ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن خلف ابن الحاج السلمي البلفيقي والمراكشي المرقد رضي الله عنه :

الصوفي عبارة عن رجل عدل ، تقي صالح زاهد ، غير منتسب لسبب من الاسباب ، ولا مخل بأداب من الاداب ، قد عرف شأنه وزمانه ، وملكت مكارم الاخلاق عنانه ، لاينتصر لنفسه ، ولا يتفكر في غده وأمسه ، العلم خليله ، والقرآن دليله ، والحق حفيظه ووكيله ، ونظره الى الخلق بالرحمة ، ونظره الى نفسه بالحذر والتهمة ,
وقال ايضا رضي الله عنه : التصوف عدمك عنك فيه ، ووجودك عنده فيه ,
وقال ايضا : التصوف بدايته ايثار الحق على ماعداه ، ونهايته الغيبة بالحق عما سواه ,
وقال ايضا : بنور التقريب يفرق بين البعيد والقريب ، وبنور الاختصاص يمتاز اهل الرياء من اهل الاخلاص ,
وقال في بعض رسائله :
اعلم يا أخي : ان الفهم عن الله هو العلم الأكبر ، والنور الأزهر ، والسنا الأنور ، ولا سبيل الى اقتباس انواره ، والتماس أسراره بالإستبداد ، ولا وجه لوجوده بالإنفراد ، فإن سره مصون ، ولا يعقله بفضل الله إلا العالمون ، فمن عثر على الدليل ، هدي الى السبيل ، ومن اغتر بنفسه ، وتبنى ابناء جنسه ، حجب عن الحقيقة ، وسلب عن الطريقة ، وطفق يخبط عشوا ، ويألف الهوى ،عافاك الله وإيانا من سبيل بغير دليل ، وتوجه بغير وصول ومعاد , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كتبه ابراهيم الضعيف عفا الله عنه ,
وقال رحمه الله : من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة ، لم يفتح له في هذه الطريقة شمة ,
وقال : لاترض لنفسك فائدة ، فإن حبك للشيء يعمي ويصم ,
وقال : لم تصور صوفي منتصر منتسب ، لتصور زاهد مفتر مكتسب ,
وقال : دواء مرض القلوب ، تلاوة القرآن بالتدبر ، وصحبة الصالحين ، واللجأ الى الله تعالى بالأسحار ,
وقال : من جاهد نفسه برأي عالم مقبول في الاسلام ، صالح للقدوة والائتمام ، ظهرت عليه الأحوال الصديقية ، والمواهب الربانية ، والإلهامات الملكية ، وهؤلاء في الإسلام خلفاء الرسل ، 
وأمناء السبل , قال الله تعالى : {قل انكنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله },

عن كتاب رياض الورد فيما انتمى إليه هذا الجوهر الفرد
 لأبي عبدالله محمد الطالب بن أبي الفيض حمدون   
 ابن الحاج السلمي المرداسي الفاسي          
(ج1) الباب الثالث                         

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق