الهم والاهتمام والهمة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله

الهم والاهتمام والهمة

قال الشيخ الواصل والهمام الفاضل والحبر الكامل خلاصة اهل الوفى ،الغوث سيدي محمد مصطفى ماء العينين كان الله له وقدس سره :

الهم والاهتمام والهمة : فالهم عبارة عن حركات الفكر في السفليات ،ملكية كانت اوملكوتية وأعظمه الاستغراق واقله خطرة واحدة . والاهتمام عبارة عن اعمال الفكر في العلويات الجبروتيات كالجنة ومامعها ...


والهمة عبارة عن قوى النفس المنبعثة بالأمور بشدة وتحرق ، والهممعندهم ثلاثة انواع : الهمم القواصي وهي التي تقتضي التهمم دونحزم ولاعزم ، الثاني الهمم المتوسطة وهي التي توجب الحزم والعزمووجود الفعل سواء وقع عنها انفعال ام لا ، الثالث الهمم السوابق وهي قوى النفس الفعالة في الوجود بلا ترك ولا توقف بل التي يقع الانفعالعن مجرد حصولها وهي ثلاث ايضا :ما يجري للعائن والساحر عنخبثهما ولذلك لا يصح من نفس كريمة واحد منهما بحال ، ثم ما يقع للمتريض والمتوجه عن تجريد قوى نفسه ولذلك لا يصح شيء منهما عند ملامسة العوائد المخالفة لأصله ،ثم مايظهر على يد العارف عن تحقيقيهفي يقينه وقوة ايمانه حتى يصير بسم الله منه بمنزلة كن من الله أبدا ، فلايريد شيئا إلا كان لوقته دون عمل ولا توقف ، واليه الإشارة بقوله كنتسمعه وبصره في إحدى التأويلات ويعضده حديث إن الله تعالى يقول عبديأنا الذي أقول للشيء كن فيكون ،فأطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون ،وهو معنى قولهم أحال فلان همته على كذا فانفعل له ، لكن وقوع الفعلوالانفعال إنما هو بقدرة ذي الجلال ، كما أشار إليه ابن عطاء الله -قدس سره- بقوله سوابق الهمم لا تخرق أسرار الأقدار ، قال شيخنا سيدي عبدالقادرالجيلي في تائيته :
وأمري بأمر الله إن قلت كن يكن * * * فكل بأمر الله فاحكم بقدرتي

ومما أرشدني إليه شيخنا وأبونا الشيخ محمد فاضل بن سامين أبقى الله ذكره في العالمين في هذا المعنى : أني أرسلت له يوما أني أريد حكمة تكون أقطع من سيف وأحرق من نار ، فأرسل لي بما نصه :
أما بعد فإني ولله الحمد لم يبق نوع من الحكم إلا أعطيتك منه مالا تحمله الجمال ، ولا يفي بخصائصه المقال ، إلا أني أعين لك فوائده وخصائصه ، أريدك أن تكون من أهل القلوب الذين الله تبارك وتعالى مع قلوبهم بمعنى أنهم كلما هموا بأمرالله إياه بمجرد اهتمامهم به من غير توقف على تلاوة حكمة ولاغيرها ... اهـ
فجزاه الله عنا بأحسن جزائه ، وله الحمد على ما أولانا من ءالائه ، وانتجبنا به من جزيل عطائه ।اهـ

عن كتاب الايضاح لبعض الاصطلاح                للقطب الغوث مولانا سيدي محمد مصطفى ماء العينين     
 الإدريس الحسني                            كان الله له