مواضيع المدونة

السبت، أبريل 03، 2010

العلماء الثلاث وكيفية معرفتهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله




قال الشيخ العارف الهمام ، مربي المريدين ، ومرشد السالكين ، القطب الرباني ، والغوث الصمداني ، ابي عبدالله سيدي محمد مصطفى ماء العينين ابن الشيخ سيدي محمد فاضل ابن مامين الادريسي الحسني قدس الله اسرارهم ونفعنا ببركاتهم :
قال بعض المحققين : العلماء ثلاثة عالم بالله غير عالم بأمر الله ، وعالم بأمر الله غير عالم بالله ، وعالم بالله وبأمر الله


أما الأول : فهو عبد قد استولت المعرفة الإلهية على قلبه فصار مستغرقا بمشاهدة نور الجلال وصفحات الكبرياء فلا يتفرغ لتعلم علم الأحكام إلا مالا بد منه

الثاني : هو الذي يكون عالما بأمر الله وغير عالم بالله ، وهو الذي عرف الحلال والحرام وحقائق الأحكام ، لكنه لايعرف أسرار جلال الله

أما العالم بالله وبأحكام الله فهو جالس على الحد المشترك بين عالم المعقولات وعالم المحسوسات فهو تارة مع الله بالحب له ، وتارة مع الخلق بالشفقة والرحمة ، فإذا رجع من ربه الى الخلق صار معهم كواحد منهم ، كأنه لا يعرف الله ، وإذا خلا بربه ، مشتغلا بذكره وخدمته ، فكأنه لا يعرف الخلق فهذا سبيل المرسلين والصديقين ، وهذا هو المراد بقوله عليه السلام : سائل العلماء وخالط الحكماء وجالس الكبراء ، فالمراد من قوله عليه السلام : سائل العلماء اي العلماء بأمر الله غير العالمين بالله ، فأمر بمساءلتهم عند الحاجة الى الاستفتاء منهم ، وأما الحكماء فهم العالمون بالله الذين لا يعلمون اوامر الله فأمر بمخالطتهم ، وأما الكبراء فهم العالمون بالله وبأحكام الله فأمر بمجالستهم لأن في تلك المجالسة منافع الدنيا والآخرة ، ثم قال شقيق البلخي : لكل واحد من هؤلاء الثلاثة علامات :
أما العالم بأمر الله : فله ثلاثة علامات أن يكون ذاكر باللسان دون القلب ، وأن يكون خائفا من الخلق دون الرب ، وان يستحي من الناس في الظاهر ولا يستحيي من الله في السر
اما العالم بالله : فإنه يكون ذاكرا خائفا مستحييا ، أم الذكر فذكر القلب لا ذكر اللسان وأما الخوف فخوف الرياء لا خوف المعصية ، واما الحياء فحياء ما يخطر على القلب لا حياء الظاهر

وأما العالم بالله وبأمر الله : فله ستة أشياء : الثلاثة التي ذكرناها للعالم بالله فقط : مع ثلاثة أخرى كونه جالسا على الحد المشترك بين عالم الغيب وعالم الشهادة وكونه معلما للقسمين الأولين ، وكونه بحيث يحتاج الفريقان الأولان إليه وهو يستغني عنهما ، ثم قال العالم بالله وبأمر الله كمثل الشمس لا يزيد ولا ينقص ومثل العالم بالله فقط كمثل القمر يكمل تارة وينقص تارة أخرى ، ومثل العالم بأمر الله فقط كمثل السراج يحرق نفسه ويضيء لغيره ....


عن كتاب مغري الناظر والسامع على تعلم العلم النافع الفصل الثالث لمؤلفه الغوث        
سيدي محمد مصطفى ماء العينين قدس سره

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق