مواضيع المدونة

الثلاثاء، فبراير 14، 2012

البيان المغرب في قرب شروق شمس المهدي من المغرب



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد



البيان المغرب في قرب شروق شمس المهدي من المغرب

********************************************



لقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي عليه السلام من الأحاديث ما لا يحصى كثرة، وكلها معرضة بذكره ومصرحة، وأنه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ولد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام ، وأن نبي الله عيسى المسيح عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم الأمة وعيسى المسيح عليه السلام خلفه، وأنه يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الخَّلق والخُلق، أكحل العينين، أشم الأنف، أجلى الجبهة، أفرق الثنايا، وجهه كالكوكب الدري، ليس بالطويل ولا القصير، يخرج ومعه قميص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيفه ورايته من مرط مخملة سوداء لم تنشر منذ توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكتوب فيها: البيعة لله، ما في حكمه عيب ولا ظلم، وأنه يخرج ما بين الثلاثين والأربعين من عمره، وأنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويطفئ الله به نار الفتنة العمياء، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، فلا يبقى في الأرض خراب إلا عُمِّر، ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته، ولا تدع السماء من قطرها شيئا إلا أنزلته، يخرج ومعه الحجة البينة القاطعة، والصدق، وأنه يفتح القدس والقسطنطينية وفارس والجزيرة العربية ورومية، وأنه صاحب وعد الآخرة، وأنه يسيء وجوه اليهود وينسفهم في اليم نسفا...

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره". أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه على البخاري ومسلم . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: "تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلا أخرجته " . رواه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي. والحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه.

وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة واحدة أخرجه جماعة من رواة الحديث؛ منهم أحمد بن حنبل، والحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه والحديث صحيح .

وجاء في كتاب عقد الدرر ليوسف بن يحيي السلمي المقدسي: عن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام ، أنه قال: «لو قام المهدي لأنكره الناس؛ لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً، وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً، وهم يحسبونه شيخاً كبيرا»ً.

من أين يظهر الإمام المهدي عليه السلام:

جاء في كتا

ب التذكر

ة للقرطبي تحت عنوان: "باب منه في المهدي ومن أين يخرج وفي علامة خروجه وأنه يبايع مرتين ويقاتل السفياني ويقتله":" روي من حديث ابن مسعود و غيره من الصحابة أنه يخرج -المهدي- في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلا راياته بيض وصفر فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب : فلا تهزم له راية و قيام هذه الرايات وانبعاثها من ساحل البحر بموضع يقال له ماسنة من قبل المغرب فيعقد هذه الرايات مع قوم قد أخذ الله لهم ميثاق النصر والظفر ﴿أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون﴾ الحديث بطوله وفيه : [ فيأتي الناس من كل جانب و مكان فيبايعونه يومئذ بمكة و هو بين الركن و المقام و هو كاره لهذه المبايعة الثانية بعد البيعة الأولى التي بايعه الناس بالمغرب ثم إن المهدي يقول: أيها الناس اخرجوا إلى قتال عدو الله و عدوكم فيجيبونه ولا يعصون له أمرا فيخرج المهدي ومن معه من المسلمين من مكة إلى الشام لمحاربة السفياني وكل من معه من كلب ثم يتبدد جيشه ثم يوجد عروة السفياني على أعلى شجرة وعلى بحيرة طبرية و الخائب من خاب يومئذ من قتال كلب ولو بكلمة أو بتكبيرة أو بصيحة].
يفهم من كلام القرطبي أن للإمام المهدي عليه السلام بيعتين الأولى بالمغرب قبل خروج السفياني والثانية بمكة.

وروى القرطبي كذلك في التذكرة بغير سند: [ستفتح بعدي جزيرة تسمى بالأندلس فتغلب عليهم أهل الكفر فيأخذون من أموالهم وأكثر بلدهم و يسبون نساءهم و أولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفارا و تنجلي أكثر الناس عن ديارهم و أموالهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبقى إلا أقلها ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم بعضا فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله و هو المهدي القائم في آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة].

قال القرطبي معلقا على الحديث:" كل ما وقع في الحديث فقد شاهدنا بتلك البلاد وعاينا معظمه إلا خروج المهدي".

ونجد أحاديث أخرى صحيحة في صحيح مسلم تؤكد ما ذهب إليه القرطبي فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله « لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ »([1]). ويقصد بالغرب المغرب الأقصى.

وعَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي غَزْوَةٍ - قَالَ - فَأَتَى النبي صلى الله عليه وآله قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَاعِدٌ - قَالَ - فَقَالَتْ لِي نَفْسِي ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لاَ يَغْتَالُونَهُ - قَالَ - ثُمَّ قُلْتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ. فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ - قَالَ - فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ « تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ». قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ يَا جَابِرُ لاَ نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ. ([2]).

وهذه الأمور الأربعة المذكورة في الحديث من فتح جزيرة العرب والروم وفارس والدجال جاء في أحاديث أخرى أن الذي يقوم بها هو الإمام المهدي عليه السلام ، فهو الذي يفتح جزيرة العرب وفارس ورومية والدجال.. وهذا يؤكد أن للإمام المهدي عليه السلام بيعتين الأولى بالمغرب الأقصى ويبدأ خلالها في إعداد جنده وتربيتهم والثانية بمكة المكرمة، فالبيعة الأولى بيعة صغرى على الجهاد لتحقيق الخلافة والثانية وهي الكبرى بمكة على الخلافة.

أما يروج له البعض عن خروج الإمام المهدي عليه السلام من أصبهان فهذا خلط كبير ، بل الذي يخرج من أصبهان هو الدجال كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ":يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان".
وفي عدة روايات صريحة "أنه يخرج الدجال من أصبهان أو من قبل أصبهان" .

تنبيه: المتفق عليه أن الإمام المهدي عليه السلام يخرج ومعه دليل صدقه وبرهان دعوته، وأنه يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خُلقه وخَلقه.


إعداد:السيد  أحمد الحسيني كان الله له مدير عام مكتب السيد العميد

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق