مواضيع المدونة

السبت، مارس 03، 2012

مولاي عبدالله الشريف قدس سره

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد



هذا بعض من ترجمة لقرة عيننا سيدي ومولاي عبدالله الشريف قدس سره (وللإشارة 


إن مولانا نور الهدى قدس سره أخذ منه الطريقة الأويسية _ الأخذ بالروحانية _ )







نسبه الطيني


هو الشيخ الإمام القطب الهمام، قبلة الصلاح ومعدن الفلاح، الذي يستمطر به الغمام، وقدوة الخلائق وواسطتهم بين سيد الأنام ، من أشرقت شموس معارفه على الآفاق، موصل العباد لحضرة الملك الخلاق ، أبو محمد مولانا عبد الله، بن مولانا ابراهيم ، بن مولانا موسى، بن مولانا الحسن، بن مولانا موسى، بن مولانا ابراهيم، ابن مولانا عمر، بن مولانا أحمد ، بن مولانا عبد الجبار ، بن سيدي محمد ، بن مولانا يملح، بن مولانا مشيش، بن مولانا أبي بكر ، بن مولانا علي ، بن مولانا حرمة ، ابن مولانا عيسى، بن مولانا سلام ، بن مولانا مزوار ، بن مولانا حيدرة، بن مولانا محمد، ابن مولانا ادريس ، بن مولانا ادريس، بن مولانا عبد الله الملقب بالكامل ، بن مولانا الحسن المثنى، بن مولانا الحسـن السبط ، بن مولانا علــي بن أبي طالب ، ومولاتنا فاطمــة رضي الله عنها، بنت سيدنا ومولانا محمـــــد رسول الله صلى الله عليه و آله.








نسبه الروحي ــ الشاذلي _





عن شيخه العارف الرباني القطب، أبي الحسن سيدي علي بن سيدي أحمد نزيل 



صرصر ،عن شيخه البركة أبي مهدي سيدي عيسى بن الحسن دفين الدعداعة 


المصباحي، عن شيخه القطب الجامع بين الشريعة و الحقيقة أبي عبد الله سيدي 

محمد بن سيدي علي بن مهدي الهروي الزمراني المعروف بالطالب دفين باب الفتوح 

أحد أبواب فاس الأندلس قرب سيدي أبي غالب ، عن شيخه القطب الرباني أبي محمد 

سيدي عبد الله الغزواني دفين القصور بمدينة مراكش ،عن شيخه البحر الفياض أبي 

فارس سيدي عبد العزيز بن عبد الحق الحرار المعروف بالتباع دفين مراكش أيضا ، 

عن القطب الأشهر والغوث الأكبر مولانا أبي عبد الله سيدي محمد بن سليمان 

الشريف الجزولي الحسني صاحب دلائل الخيرات دفين مراكش أيضا ، عن شيخه أبي 

زيد عبد الرحمان الشريف أمغار ،عن شيخه أبي زيد سيدي عبد الرحمان الهرتاني ، 

عن شيخه أبي زيد سيدي عبد الرحمان الرجراجي، عن شيخه أبي الفضل الهندي ،

 عن شيخه أبي العباس أحمد عنوس البدوي، عن سيدنا الإمام القرافي، عن أبي 

محمد سيدي عبد الله المغربي ،عن الإمام أبي الحسن سيدي علي الشاذلي الشريف

 الحسني ،عن شيخه القطب الجامع الأكبر ذي النور الأشهر أبي محمد مولانا 

عبدالسلام ابن مولانا مشيش الشريف الحسني ،عن ابي زيد سيدي عبد الرحمان

 الشريف المدني قدست أسرارهم







نشأته وحياته




نشأ هذا الشيخ رضي الله عنه بجبل العلم، من قبيلة بني عروس واستوطن بوزان من 



قبيلة مصمودة ،و كان في حال طفولته يكثر مواصلة خالة له ،كانت زوجة الولي



الصالح العارف بالله، أبي علي سيدي ومولاي الحسن بن ريسون، فكان الشيخ سيدي 

الحسن رضي الله عنه، ينوه بأمره ويخبر خالته بعلي قدره ومكانته ومنصبه ، ويقول 

لها يكون منه كذا وكذا،إلى أن بلغ رضي الله عنه.فجعل يبحث عن صاحب حاجته 

،ومهما ذكر له أحد من الأعيان قصده في أقطار البلدان، وكان من يلاقيه يدله على 

الشيخ الكامل العارف الواصل ،سيدي علي بن سيدي أحمد المذكور رضي الله عنه 

،دلالة إشارة لا عبارة ،فلم يزل جادا في الطلب راجياوصول الارب،إلى أن قاده

 التوفيق ،فاجتمع بالشيخ المذكور ،وبلغت النفس مناها وبلذيذ الوصال هناها. 

وانشدوا :





لقد جاد محبـوبي علي بوصلـه ـــ على رغم واش والرقيب بمعزل



فأمسيت في عز الملوك وكيف لاـــ  أكون عزيـزا و الحبيب بمنزلي






فلم يزل رضي الله عنه يتردد إليه ويترقب انعطافه عليه ،إلى أن دخلت شمسه برج 



شرفها وحان الأوان، وحصل الرضى من الرحيم الرحمان ،جاء رضي الله عنه لزيارة 







هذا الشيخ سيدي علي بن أحمد،فقبضه عنه وجعله في بستان يخدم ينقي أشجاره 

،ويجري سواقيه وأنهاره ،ويصلح جميع مايحتاج إليه.


سمعت من بعض أصحاب شيخنا ووسيلتنا إلى ربنا مولاي الطيب ،أن الشيخ سيدي 

علي بن أحمد رضي الله عنه ،دخل يوما لذلك البستان مع بعض أصحابه فقال له : يا 



مولاي الشريف ائتنا بشئ من الرمان .فأتاه برمان حامض،فقال له الشيخ :إن هذا 

الرمان حامض .فأجابه بقوله : والله ماذقته قط ولاعرفت حامضه من حلوه . فبقي 

على ذلك زمانا ،وبعد ذلك بعثه لتطوان بقصد قراءة العلم ، فلما كان سائرا بموضع 


من قبيلة بني يوسف ، سمع التراب والحجر والنبات والشجر يناديه بالنصر والتأييد، 



ويقول بلسان فصيح: ( الله ينصر مولانا عبد الله الشريف ) ، فظن أن ذلك هاتف 



شيطاني لا رباني، فرجع مسرعا إلى شيخه فزعا ، فلما وقف بين يدي الشيخ ، 




كاشفه بذلك وقال له : لا تخش مما سمعت هنالك والخير إن شاء الله أمام، ومر عليها 


ثم رده على طريقه.








وسمعت أيضا من بعض أصحاب شيخنا مولاي الطيب نفعنا الله به، أنه لما وصل 



لتطوان واستوطن بها ،كان كثير الخلوة ومـجانبة الناس، فرأى بعض الناس النبي 


صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له :( اعط لولدي عبد الله دينارا من الذهب) 

فاستيقظ و جعل يتفكر ،أين هو هذا الولد ؟ لكونه لا يعرفه ، ثم أخذه النوم ثانيا فرأى 

النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، وأمره بما قال له أولا ، فقال: يارسول الله لا 

أعرفه . فأوقفه بين يديه حتى عرف صفته ونعته، فلما استيقظ جعل يبحث عنه في 

البلد ،و لم يجد من يعرفه به، حتى وجد جماعة قاعدين بموضع فسألهم، فقالوا : لا 

نعرفه، إلا أننا نرى رجلا يخرج من تلك الدار عند طلوع الفجر ، فلا يعود إلا بعد صلاة 

العشاء. فرصده في ذلك الوقت، فلما رآه عرفه فسلم عليه وناوله الدينار ،فامتنع من 

قبضه ، فقال له الرجل :لابد لك من أخذه وأنا مأمور به وأخبره الخبر ، فقبضه ودعا 

له بخير،ورجع الرجل فرحا مسرورا بمعرفته، عازما على الرجوع إليه لزيارته، فلما 

أصبح الصباح وانتشر الضوء ولاح، رحل رضي الله عنه من تلك الدار فارا بنفسه ، 

فرجع الرجل من الغد فلم يجد له خبرا ولاأثرا. ثم بعد ذلك رحل إلى مدينة فاس ،فقرأ 

العلم بها ولازم مجالسه ،وحصل نفائسه.





سمعت مولاي قاسما رحمه الله يقول : إن الشيخ مولانا عبد الله لقي الشيخ سيدي 



محمد بن عطية، دفين الرميلة من فاسالأندلس ،وبات عنده بداره مع بعض 



الإخوان،وكان في صحن الدار شجرة مغروسة ،فلما أخذ الفقراء في الذكر، فاض في 

مولاناعبد الله رضي الله عنه حال ، فجاء إلى الشجرة فقلعها بيده ،وجعلها من وراء 

باب الدار وقال لها : (خلي هذه الليلة لغيرك ) ، لما حصل للفقراء من الضيق في

 صحن الدار بسببها .






ولما توفي الشيخ سيدي علي بن أحمد رضي الله عنه، وذلك عام سبعة وعشرون 



وألف(1027هـ) ، نزل مولانا عبد الله مدشر (شكرة) من قبيلة مصمودة، و انعزل 


عن الناس ودخل الخلـوة ،فجلـس فيهـا يتعبـد نحـو أربعـة عشـر شهـرا ،لا يخرج ولا 

يلقاه أحد إلا رجل من أصحابه، يقال له سيدي عبد الكبير اعلوات الشريف ، فإنه 

يناوله ما يحتاج إليه ويوصل إليه، ما يتوقف عليه.









سمعت مولاي قاسما رحمه الله يقول: سمعت شيخنا سيدي الحاج الخياط الرقعي 


يقول : قال لي سيدي عبد الكبير: ما دخلت على سيدي ومولاي عبد الله في أيام 




خلوته في وقت من الأوقات ليلا أو نهارا ، إلا وجدته قائما على قدميه يقول:( اللهم


 صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) ،ولا يفتر عن ذلك إلا 




إذا كان متلبسا بالصلاة.



قال رحمه الله : كان اليوم الذي فتح الله عليه فيه ، دخلت عليه فوجدته مستلقيا وكان 

ذلك بغلس فقلت له : ياسيدي أمثلك يتكئ في هذا الوقت ، فهذا وقت استقبال القبلة 


والإكثار من ذكر الله .



فقال له رضي الله عنه :يا عبد الكبير لا علي الان ،قمت أو اتكأت الآن فتح علي، دخل 

علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : يا عبد الله امدد يدك ورجلك،و اقبل من 



جاءك ،فمن قبلهما فهو آمن من النار.



قال رضي الله عنه : فاعتذرت له بأني ضعيف لا أقدر على ملاقاة الناس، فأعاد 

علي:يا عبد الله امدد يدك ورجلك و اقبل من جاءك،فمن قبلهما فهو آمن من النار.




قال رضي الله عنه : فاشتكيت له مسألة أخرى من أمر الناس، فأعاد علي:امدد يدك 

ورجلك واقبل من جاءك ،فمن قبلهما فهو آمن من النار .




وسمعت غير الشيخ يقول :لم يتصدر للخلق حتى أذن له رسول الله صلى الله عليه 



وآله وسلم خمسا وثلاثين مرة ، فخرج رضي الله عنه وانتصب للناس ،فورد عليه 



الركبان من كل النواحي و البلدان ، وجعل يعطي الأوراد ويطعم الطعام للوراد. 


سمعت مولاي قاسما يقول: قال لي سيدي الحاج الخياط: اطعم هذا الشيخ رضي الله 



عنه في ليلة واحدة ،أربعة عشر ألفا من الزائرين ،ولم يمت رضي الله عنه حتى ترك 



من الرجال العارفين ،خمسمائة كلهم يدلون على الله ويوصّلون إليه،وكان ورده كل 

يوم وليلة من الصلاة المتقدمة ،أربعة وعشرين ومائة ألف .



وكانت وفاة هذا الشيخ المبارك نفعنا الله ببركاته، صبيحة يوم الإثنين مهل المحرم الحرام، فاتح عام 

سبعة وعشرين ومائة وألف (1127هـ).



عن كتاب :" تحفة الإخوان ببعض مناقب شرفاء وزان" لسيدي حمدون بن محمد الشريف الطاهري الحسني الجوطي الفاسي  رحمه الله بتصرف بسيط 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق