مواضيع المدونة

الأربعاء، أبريل 11، 2012

كلام ابن عربي في حقيقة أهل البيت عليهم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد


قال الكبريت الأحمر والشيخ الأكبر والفرد المفرد مولانا وقرة عيننا سيدي محي الدين ابن عربي الحاتمي قدس سره:

كل عبد إلهي توجه لأحد عليه حق من المخلوقين، فقد نقص من عبوديته لله تعالى بقدر ذلك الحق، فإن ذلك المخلوق يطلبه بحقه وله عليه سلطان به، فلا يكون عبدا محضا خالصا لله تعالى، وهذا هو الذي رجح عند المنقطعين إلى الله انقطاعهم عن الخلق، ولزومهم السياحات والبراري، والسواحل، والفرار من الناس، والخروج عن ملك الحيوان، فإنهم يريدون بذلك الحرية من جميع الأكوان.

ولما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبدا محضا قد طهره الله تعالى وأهل بيته تطهيرا، وأذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم، فإن الرجس هو القذر عند العرب، كذا قال الفراء: قال الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
فلا يضاق إليهم إلا مطهر ولا بد، فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم فما يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس.
فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه، بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سلمان منا أهل البيت)  وشهد الله لهم بالتطهير، وذهاب الرجس عنهم، وإذا كان لا يضاف  إليهم إلا مقدس مطهر، وحصلت له العناية الإلهية بمجرد الإضافة، فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم فهم المطهرون، بل هم عين الطهارة .
فهذه الآية تدل على أن الله تبارك وتعالى قد شرك أهل البيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) .
وأي وسخ وقذر أقذر من الذنوب وأوضح؟!!!
فطهر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمغفرة مما هو ذنب بالنسبة إلينا، لو وقع منه صلى الله عليه وآله وسلم لكان ذنبا في الصورة لا في المعنى، لأن الذم لا يلحق به من الله تعالى ولا منا شرعا، فلو كان حكمه حكم الذنب لصحبه ما يصحب الذنب من المذمة، ولم يكن يصدق قوله: (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
فدخل الشرفاء أولاد فاطمة: كلهم [ومن هو من أهل البيت مثل سلمان الفارسي]  إلىيوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران، فهم المطهرون باختصاص من الله تعالى، وعناية بهم لشرف محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عناية الله سبحانه به.
فينبغي لكل مسلم [مؤمن بالله وبما أنزله]  أن يصدق الله تعالى في قوله:
(ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فيعتقد في جميع ما يصدر [من أهل البيت]  رضي الله عنهم أن الله تعالى قد عفا عنهم فيه.
ولا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة، ولا ما يشنأ أعراض من قد شهد الله تعالى بتطهيرهم وإذهاب الرجس لا بعمل عملوه، ولا بخير قدموه، بل سابق عناية واختصاص إلهي (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق