مواضيع المدونة

الأربعاء، أبريل 18، 2012

كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب تحقيق السيد العميد الأكبر قدس سره


بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صلي على سيدنا محمد وآله وسلم




نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب _ للقلقشندي

ب :(تحقيق للسيد العميد الأكبر للسادة الأشراف ع مولانا تاج العارفين سيدي نورالهدى الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي قدس الله سره) ج1


الطريقة الشاذلية المشيشية
العلاقات الخارجية




بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما


نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب _ القلقشندي



ورقة تعريفية بالكتاب

____
____


هذا الكتاب هو أحد الكتابين الذين ألفهما القلقشندي , صاحب كتاب ’’ صبح الأعشى’’ الأول جعله في الأنساب الغابرة للعرب وسماه ’’ نهاية الأرب ’’ والثاني في حاضرها وسماه ’’ قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ’’,و قد أفرغ ’’ السويدي ’’ كتاب نهاية الأرب في تشجيرات سماها ’’ سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ’’ وأضاف إليها أنساب سلاطين بني عثمان , وأتمه سنة 1229 وأضيفت عليه زيادات بعد وفاته سنة 1246ه وعلى ’’ سبائك الذهب ’’ وضع محمد خليفة النبهاني صاحب ’’ التحفة النبهانية ’’ 1370هــ   ذيله ’’مؤنس العرب’’ـ


وانظر في مجلة العرب سنة 1 ص 111 بحثا مهما حول مانشر من الكتب المؤلفة في علم الأنساب
__
____




يقول السيد العميد الأكبر قدس الله سره تذييلا للكتاب
وتعريفا:ـ


ك(كتاب نهاية الأرب وقلائد الجمان هما مما لا يستغني عنهما عالم أنساب أو باحث عنها لأنه إذا أردت أن تعرف نسب رسول الله وآل بيته صلى الله عليه وآله وسلم عليك أن تعرف أنساب العرب لتعرف شرف البيت النبوي و لتعرف العرب عليك أن تعرف غير العرب ولتعرف غير العرب عليك أن تعرف أبناء نبي الله نوح والقبائل التي انحدرت منه ثم تعرف نسل النبوة والقبائل التي نتجت عنها ثم لتعرف بها القبائل التي تمازجت مع غيرها من الأجناس , فالكتب القديمة تتحدث عن تزواج حصل مرارا بين ذرية الإنسان وذرية البشر أبناء آدم فتولدت منهم القبائل الإثنية , وحصل تزواج بين ذرية الإنس بنوعيه فظهرت قبائل الجن الإنسية والجن البشرية ووقع لإبليس اللعين  تزواج مع إنس وجن فحصل ما أخبر عنه القرآن الكريم : وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا , فنشأ من هذا التزاوج قبائل السحرة والدجاجلة و وتناسلو ا حتى اختلطت الأنساب بعضها ببعض واختفت المعالم إلا لماما, وحافظ النسب النبوي عبر التاريخ على عراقته وأصالته وطيب أرومته , وحافظت الأجناس المؤمنة من الإنس والجن الموالية لنسل النبوة على طهارة أصلها وعراقة أرومتها فكانوا أجناس الخير عربا وعجما , وبقيت الأجناس المختلطة تتناوشها جواذب الدماء نحو الخير تارة والشر تارة , وانفردت الأجناس الإبليسية إنسها وجنها - إلا البشري منها الذين حرمه الله عليه بلفظ ’’ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك هاديا ونصيرا ’’ لأن الدماء المنحدرة من نسل آدم وأبنائه الأنبياء دماء زكية طاهرة أصلا وخلقا لا تحيى إلا في الإيمان وبالإيمان وهم الحسان أخلاقا ووجوها عصارة هذه السلالة سيدنا محمد وعترته الطاهرة وذريتهم عبر التاريخ وإلى يوم القيامة ذرية بعضها من بعض والله حفيظ عليم - بالشر ,  لذلك على الباحث في الانساب أن يعلم هذه الأصول في نشأة الخلق وإلا فالنقص لازم عمله وعلمه وهي على حال حقيقة يقينية قرآنية لابد من معرفتها أثبت صحتها العلمية في المحافل 
المهتبلة بعلم النشأة الإنسانية وعلم الجنات الوراثية.ـ   


______

نص كتاب : نهاية الارب في معرفة أنساب العرب



مقدمة




الحمد لله الذي جعل للعرب جمالًا تتهافت عليه سائر الأمم وخصم من كثرة القبائل بما طلع لهم به في كل افق نجم ورفع لهم بكل قطر علم وأنالهم من الشرف الباذخ ما لا تمتد إلى مثله يد ولا تتخطى إلى نظيره قدم أحمده على أن جدد معالم العلم الدارسة باظهار مختفيها وأراج أسواقها الكاسدة بزيادة الرغبة ولله تعالى الحمد فيها وأعز جانبها بأجل عزيز ما شام برق فضيلته شائم الا انتجع غيثها ليستسقيها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تقدع المخادع وتقمع المداهن وتورد قائلها اصفى الموارد فيدعى المحسن في اخلاصها أبا المحاسن وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده وسوله أفضل شيء طابت أرومته وأفصحت عن كرم المحتد جرثومته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين شرفت بالاعتزاء الى عنصره الشريف انسابهم وكرمت بالقرب إليه في الانتساب احسابهم صلاة تكشف بسح وابلها اللأوا وتجمع بشريف نسبتها بين شرف النسب وكرم التقوى وسلم تسليمًا كثيرًا‏.‏
وبعد‏:‏ فلما كان العلم بقبائل العرب وأنسابهم على جلالة قدره وعلو مكانه ورفعة ذكره قد درس بترك مدارسه معالمه وانقرض بانقراض علمائه من العصر الأول ملزومه ولازمه مع مسيس الحاجة إليه في كثر من المهمات ودعء الضرورة إلى معرفته في الجليل من الوقائع والملمات وكان المعز الاشرف العالي المولوي الأمير الكبيري النصيري الزعيمي النظامي المدبري المشيري الأصيلي الكفيلي العزيزي أبي المحاسن يوسف العثماني الأموي القرشي عزيز المملكة المصرية وسفيرها ومدير الممالك الاسلامية ومشيرها بلغه الله تعالى من منتهى أربه غاية الأمل ورفع قدره فوق السماكين وقد فعل قد ألقى إليه من الممالك الاسلامية مقاليدها ودانت له الاقطار المتقاعسة قريبها وبعيدها وانقادت له شم الانوف الأبية فأتوه طائعين وتليت عليهم زبر سطوته القاهرة فظلت أعناقهم لها خاضعين وغلت بكفه الاكف العادية واستؤصلت بسيفه القاضب شأفة أهل الفساد فهل ترى لهم من باقية وحمى الديار فلا يغلق بابه إلا ضعيف اليقين وأمنت بانتشار صيته المسالك فقيل سيروا فيها ليالي وأيامًا آمنين‏.‏
وعودر الليث مرتاعًا لسطوته وحاذر الذئب قرب الشاة من رهب وصرفت بتصريفه أمور الدولة فجرت على السداد ونفذت بتنفيذه أمورها فأربت مقاصدها بحمد الله على المراد‏.‏
وإن أمور الملك أضحى مدارها عليه كما دارت على قطبها الرحى وأتى من تدبيره الملك بما اطلع نجومه الأوافل وفرغ من فروض المملكة فأتى بالنوافل فأخذ في عمارة ما درس من المعزية القاهرة وباد وتجديد ما وهي من جوانبها بمر الزمان أو كاد‏.‏
حتى فاقت ببهجته الاسكندرية التي بناها الاسكندر وقالت‏:‏ ليت هذا الجمال وافاني حين قلدني عقد الترصيف جوهر وأبدل قصر الفاطميين من اللبن الخاشع جلامد الصخور وأعاضه من رث الصنعة ما يروق رونقه العيون ويشفى ببهجته الصدور وأعقبه من التشيع اكتساب السنة وكسبه رفض الرفض فكان له بذلك المنة‏:‏ فحي هلا بالملزمات وبالعلى وحي هلا بالفضل والسؤدد المحض هذا وقد اقتفى سنن الملوك الماضية في الاعتناء بمآثر المعروف الباقية والاحتفال من صالح الاعمال بما لا ينقطع ثوابه من علم ينتفع به أو صدقة جارية فابتنى المدرسة الغراء التي عز في الوجود نظيرها وراق منظرها وأبهج نضيرها فصافحت كف الثريا بكف منارها وسامت النسر الطائر في الارتفاع برفيع مطارها وحطت بالتخوم أساسها فرست وتوالت مياه السقي على قلوب حجارتها المتراكبة فقسمت واشتملت من ابداع الصنعة على ما يزرى بشداد بن عاد وفازت من أحاسن المحاسن بما لو رآه ارم لقال ليتني لم أشرع في بناء ذات العماد‏.‏
أحكام صنعتها شداد يغبطه ومن تشيدها الاهرام في خجل وحازت من نفيس الرخام ما يهزأ بالجواهر فأتت فيه من بديع الرونق بما لو عاينه السابق لقال كم ترك الأول للآخر‏:‏ فلا اللئالئ من حسنٍ تقاربه ولا اليواقيت في وصفٍ تدانيه وأودعت من نفائس الكتب ما يتنافس فيه المتنافسون وانفردت من نوادر المصنفات بما لم يشاركها فيه غيرها من المدارس فيقال فيه شركاء متشاكسون مع مساعمته أعز الله انصاره في الانساي بكريم نسبه واشتماله من محبة العلم وأهله على ما يقضي بمتين دينه ووثاقة سببه أحببت أن أخدم خزانتها العالية عمرها الله تعالى ببقاء منشيها وأدام عزها بدوام أيام بانيها بتأليف كناب معرفة العرب والعلم بأنسابها يجدد الدروس رسومها ويطلع بافق الزمان بعد الأفول نجومها ليكون باختصاصه بوضعه كالغرة في وجه كتبه وتدخر بخزانته السعيدة لتصير كلمة باقية في عقبه فشرعت في ذلك بعد أن استخرت الله تعالى ولا خيبة لمستخير واستشرت فيه أهل المشورة ولا ندم للمستشير واصلًا كل قبيل من القبائل بقبيلة وملحقًا كل فرع من الفروع الحادثة بأصوله مرتبًا له على حروف المعجم ليكون أسها للاستخراج قبائله وأقرب إليه في الاقتطاف من تناوله‏.‏
ثم إن هذا الكتاب وإن كان قد جمع فأوعى وطمع في الاستكثار فلم يكن بالقليل قنواعًا فأنه لم يأتي على قبائل العرب بأسرها ولم يتكفل على كثرة الجمع بحصرها فان ذلك يتعذر الاتيان عليه ويعز على المتطلب الوصول إليه غير أنه قد حصل من جميع القبائل ما يتعسر إليه من غير طريقة الوصول وحافظ على تمهيد أصولها أتم المحافظة والمطلوب حفظ الأصول وسميته ‏”‏نهاية الأرب في معرفة أسناب العرب‏”‏ والله يقرنه بالتوفيق ويرشد فيه إلى أوضح طريق وقد رتبته على مقدمة ومقصد وخاتمة‏.‏
المقدمة في ذكر أمور يحتاج إليها في علم الانساب ومعرفة القبائل وفيها خمسة فصول‏.‏
الفصل الأول‏:‏ في علم الأنساب وفائدته ومسيس الحاجة إليه‏.‏
الفصل الثاني‏:‏ في بيان من يقع عليه اسم العرب وذكر أنواعهم وما ينخرط في سلك ذلك‏.‏
الفصل الثالث‏:‏ في معرفة طبقات الانساب وما يلتحق بذلك‏.‏
الفصل الرابع‏:‏ في ذكر مساكن العرب القديمة التي منها درجوا إلى سائر الاقطار‏.‏
الفصل الخامس‏:‏ في ذكر أمور يحتاج إليها الناظر في علم الانساب‏.‏
المقصد‏:‏ في معرفة تفاصيل أنساب قبائل العرب وفيه فصلان‏.‏
الفصل الأول‏:‏ في ذكر عمود النسب النبوي وما يتفرع منه من الانساب‏.‏
الفصل الثاني‏:‏ في ذكر تفاصيل القبائل مرتبة مقفاة على حروف المعجم وما يتهيأ ذكره في الخاتمة‏:‏ في ذكر أمور تتعلق باحوال العرب وفيه خمسة فصول‏:‏ الفصل الأول‏:‏ في ذكر معرفة ديانات العرب قبل الاسلام‏.‏
الفصل الثاني‏:‏ في ذكر أمور من المفاخرات الواقعة بين القبائل وما ينجر إلى ذلك‏.‏
الفصل الثالث‏:‏ في ذكر الحروب الواقعة بين العرب في الجاهلية ومبادئ الاسلام‏.‏
الفصل الرابع‏:‏ في ذكر نيران العرب في الجاهلية‏.‏
الفصل الخامس‏:‏ في ذكر أسواق العر بالمعروفة فيما قبل الاسلام‏.‏


الباب الأول مقدمة في ذكر أمور يحتاج إليها في علم الأنساب ومعرفة القبائل
وهي خمسة فصول


الفصل الأول في فضل علم الأنساب وفائدته
ومسيس الحاجة إليه لا خفاء أن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة والمعارف المندوبة لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية والمعالم الدينية فقد وردت الشريعة المطهرة باعتبارها في مواضع‏.‏
منها‏:‏ العلم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلىالمدينة فانه لا بد لصحة الايمان من معرفة ذلك ولا يعذر مسلم في الجهل به وناهيك بذلك‏.‏
ومنها‏:‏ التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير آبائه ولا ينتسب إلى سوى أجداده وإلى ذلك الاشارة بقوله تعالى‏:‏ ‏”‏ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وانثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا ‏”‏‏:‏ وعلى ذلك تترتب أحكام الورثة فيحجب بعضهم بعضًا وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض واحكام الوقف إذا خص الواقف بعض الأقارب أوبعض الطبقات دون بعض وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض وما يجري مجرى ذلك فلولا معرفة الانساب لفات ادراك هذه الامور وتعذر الوصول اليها‏.‏
ومنها اعتبار النسب في الامامة التي هي الزعامة العظمى وقد حكى الماوردي في الاحكام السلطانية الاجماع على كون الامام قرشيا ثم قال‏:‏ ولا اعتبار بضرار حيث شد فجوزها في جميع الناس فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأئمة من قريش ولذلك لما اجتمع الانصار يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة وأرادوا مبايعة سعد بن عبادة الانصاري احتج عليهم الصديق رضي الله تعالى عنه بهذا الحديث فرجعوا إليه وبايعوه وقد روى أنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قدموا قريشا ولا تتقدموها‏.‏
قال أصحابنا الشافعية‏:‏ فان لم يوجد قرشي اعتبر كون الإمام كنانيًا من ولد كنانيا من ولد كنانة بن خزيمة فان تعذر اعتبر كونه من بني اسماعيل عليه السلام فإن تعذر اعتبر كونه من اسحاق فان تعذر اعتبر كونه من جرهم لشرفهم بصهارة اسماعيل بل قد نصوا أن الهاشمي أولى بالإمامة من غيره من قريش‏.‏
فلولا المعرفة بعلم النسب لفاتت معرفة هذه القبائل وتعذر حكم الإمامة العظمى التي بها عموم صلاح الأمة وحماية البيضة وكف الفتنة وغير ذلك من المصالح‏.‏
ومنها اعتبار النسب في كفاءة الزوج للزوجة في النكاح عند الشافعي رضي الله عنه حتى لا يكافئ الهاشمية والمطلبية غيرها من قريش ولا يكافئ القرشية غيرها من العرب ممن ليس بقرشي وفي الكنانية وجهان أصحهما أنه لا يكافئها غيرها ممن ليس بكناني ولا قرشي وفي اعتبار النسب في العجم أيضًا وجهان أصحهما الاعتبار فاذا لم يعرف النسب تعذرت معرفة هذه الاحكام ومنها مراعاة النسب الشريف في المرأة المنكوحة فقد اثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ تنكح المرأة لأربع لدينها وحسبها ومالها وجمالها فراعى صلى الله ومنها‏:‏ التفريق بين جريان الرق على العجم دون العرب على مذهب يرى ذلك من العلماء وهو أحد القولين للشافعي رضي الله عنه فاذا لم يعرف النسب تعذر عليه ذلك إلى غير ذلك من الأحكام الجارية هذا المجرى وقد ذهب كثر من الأئمة المحدثين والفقهاء كالبخاري وابن اسحاق والطبري إلى جواز الرفع في الأنساب احتجاجًا بعمل السلف فقد كان أبو بكر في علم النسب بالمقام الأرفع والجانب الأعلى وذلك أول دليل وأعظم شاهد على شرف هذا العلم وجلالة قدره وقد حكى صاحب الريحان والريعان عن أبي سليمان الخطابي رحمه الله أنه قال‏:‏ كان أبو بكر  نسابة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة فوقف على قوم من ربيعة فقال‏:‏ ممن القوم‏.‏
قالوا‏:‏ من ربيعة‏.‏
قال‏:‏ وأي ربيعة أنتم أمن هامتها أم من لهازمها قالوا‏:‏ بل من هامتها العظمى‏.‏
قال أبو بكر‏:‏ ومن أيها‏.‏
قالوا‏:‏ من ذهل الأكبر‏.‏
قال أبو بكر‏:‏ فمنكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف‏.‏
قالوا لا قال‏:‏ أفمنكم بسطام بن قيس ذو اللواء أبو القرى ومنتهى الاحياء‏.‏
قالوا لا قال‏:‏ أفمنكم الحوفزان ‏”‏ الحارث بن ئريك ‏”‏ قاتل الملوك وسالبها نعمها وانفسها قالوا لا‏.‏
قال‏:‏ أفمنكم المزدلف ‏”‏ ابن أبي ربيعة ابن ذهل بن شيبان ‏”‏ الحر صاحب العمامة الفردة قالوا‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمنكم الملوك من كندة قالوا‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمنكم أصهار الملوك من فقام إليه غلام من شيبان يقال له دغفل وقد بقل وجهه فقال‏:‏ إن على سائلنا أن نسأله والعبء لا تعرفه أو تحمله يا هذا إنك قد سألت فأخبرناك ولم نكتمك شيئًا من خبرنا فممن الرجل قال أبو بكر‏:‏ أنا من قريش‏.‏
قال بخ بخ أهل الشرف والرئاسة‏.‏
فمن أي القرشيين أنت قال‏:‏ من ولد تيم بن مرة‏.‏
قال الفتى‏:‏ امكنت والله الرامي من صفاء الثغرة‏.‏
أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعًا قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأن وجهه قمر يضيء في الليلة الظلماء قال لا‏.‏
قال أفمن المفيضين بالناس أنت قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمن أهل الندوة أنت قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمن أهل السقاية أنت قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمن أهل الرفادة أنت قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفمن أهل الحجاجة أنت‏!‏ قال‏:‏ لا‏.‏
واجتذب أبو بكر  زمام ناقته فرجع إلى رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم فقال الفتى‏:‏ صادف درأ السيل درأ يدفعه يهيضه حينًا وحينًا يصدعه أما والله يا أخا قريس لو ثبت لاخبرتك أنك من زمعات قريش ولست من الذؤائب أو ما أنا بدغفل‏.‏
قال‏:‏ فاخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتبسم‏.‏
فقال علي رضي الله عنه يا أبا بكر لقد وقعت من الغلام الاعرابي على باقعة‏.‏
قال أجل يا أبا الحسن‏:‏ ما من طامة إلا وفوقها طامة وإن البلاء مؤكل بالمنطق‏.‏
ودغفل هذا هو دغفل بن حنظلة النسابة الذي يضرب به المثل في النسب وقد كان له معرفة بالنجوم وغيرها أيضًا من علوم العرب قدم مرة على معاوية إبن أبي سفيان في خلافته فاختبره فوجد رجلًا عالمًا فقال‏:‏ بم نلت هذا يا دغفل‏.‏
قال‏:‏ بقلب عقول ولسان سؤول وآفة العلم النسيان‏.‏
فقال اذهب إلى يزيد فعلمه النسب والنجوم‏.‏
وقد ذكر أبو عبيدة أن ممن يقاربه في العلم بالانساب من العرب زيد ابن الكيس النمري من بني عوف بن سعد بن تغلب إبن وائل وفيه دغفل المقدم ذكره يقول مسكين بن عامر الشاعر‏.‏
فحكم دغفلا وارحل إليه ولا تدع المطي من الكلال أو ابن الكيس النمري زيدًا ولو أمسى بمنخرق الشمال وممن كان مقدما في النسب من العرب النجار بن أوس بن الحارث بن سعيد ابن هذيم العذري من قضاعة‏.‏
فقد قال أبو عبيدة‏:‏ أنه أنسب العرب‏.‏
وقد صنف في علم الأنساب جماعة من جملة العلماء وأعيانهم كأبي عبيدة والبيهقي وابن عبد البر وابن هرم وغيرهم وهو دليل شرفه ورفعة قدره‏.‏
في بيان ما يقع عليه اسم العرب وذكر أنواعهم وما ينخرط في سلك ذلك أما من يقع عليه اسم العرب فقد قال الجوهري في صحاحه العرب جيل من الناس وهم أهل الامصار والاعراب سكان البادية والنسبة إلى العرب عربي والى الأعراب أعرابي والذي عليه العرف العام اطلاق لفظة العرب مشتقة من الأعراب وهو البيان أخذًا من قولهم أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان سموا بذلك لأن الغالب عليهم البيان والبلاغة ثم أن كل من كان عدا العرب فهو عجمي سواء الفرس أو الترك أو الروم وغيرهم وليس كما تتوهمه العامة من اختصاص العجم بالفرس بل أهل المغرب إلى الآن يطلقون لفظ العجم على الروم والفرنج ومن في معناه‏.‏
أما الأعجم فانه الذي لا يفصح في الكلام وإن كان عربيًا ومنه سمي زياد الأعجم الشاعر كان عربيًا‏.‏
وأما أنواع العرب فقد اتفقوا على تنويعهم إلى نوعين عاربة ومستعربة‏.‏
فالعاربة هم العرب الأولى الذي فهمهم الله اللغة العربية ابتداءٍ فتكلموا بها فقيل لهم عاربة أما بمعنى الراسخة في العروبية كما يقال ليل لائل وعليه ينطبق كلام الجوهري‏.‏
وأما بمعنى الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها لما كانت أول من تكلم بها‏.‏
قال الجوهري‏:‏ وقد يقال فيهم العرب العرباء‏.‏
والمستعربة هم الداخلون في العروبية من بعد العجمة أخذًا من استفعل بمعنى الصيرورة نحو استنوق الجمل إذا صار في معنى الناقة لما فيه من الخنوثة واستحجر الطين إذا صار في معنى الحجر ليبسه‏.‏
قال الجوهري وربما قيل لهم المستعربة ثم اختلف في العاربة والمستعربة فذهب ابن اسحاق والطبري إلى أن العاربة هم عاد وثمود وطسم وجديس واميم وعبيل والعمالقة وعبد صنم وجرهم وحضر موت وحضوراء وبنو ثابر والسلف ومن في معناهم‏.‏
والمستعربة بنو قحطان بن عابر وبنو اسماعيل عليه السلام لأن لغة عابر واسماعيل عليه السلام كانت عجمية أما سريانية واما عبرانية فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم وتعلم بنو اسماعيل العربية من جرهم ومن بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة‏.‏
وذهب آخرون منهم صاحب تأريخ حماة إلى أن بني قحطان هم العاربة وأن المستعربة هم بنو اسماعيل فقط والذي رجحه صاحب العبر‏:‏ الرأي الأول محتجًا بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام وإلى عابر من تكلم بالعربية وإنما تعلموها نقلًا عمن كان قبلهم من عاد وثمود ومعاصريهم ممن تقدم ذكرهم ثم قد قسم المؤرخون أيضًا العرب إلى بائدة وغيرها‏.‏
فالبائدة هم الذين بادوا ودرست آثارهم كعاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الأولى ويلحق بهم مدين فانهم ممن ورد القرآن بهلاكهم وغير البائدة وهم الباقون في القرون المتأخرة بعد ذلك كجرهم الثانية وسبأ وبني عدنان ثم منهم من باد بعد ذلك كجرهم ومن تأخر منهم إلى زماننا كبقايا سبأ وبني عدنان‏.‏




الفصل الثالث في طبقات الأنساب

وما يلحق بذلك عد أهل اللغة طبقات الأنساب ست طبقات‏.‏
الطبقة الأولى - الشعب بفتح الشين - وهو النسب الأبعد كعدنان مثلًا‏.‏
قال الجوهري‏:‏ وهو أبو القبائل الذي ينسبون إليه ويجمع على شعوب‏.‏
قال الماوردي في الأحكام السلطانية‏:‏ وسمي شعبًا لأن القبائل تتشعب منه‏.‏
وذكر الزمخشري في كشافه نحوه‏.‏
الطبقة الثانية - القبيلة وهي ما انقسم فيها الشعب كربيعة ومضر‏.‏
قال الماوردي‏:‏ وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها وتجمع القبيلة على قبائل وربما سميت القبائل جماجم أيضًا كما يقتضيه كلام الجوهري حيث قال‏:‏ وجماجم العرب هي القبائل التي تجمع البطون‏.‏
الطبقة الثالثة - العمارة بكسر العين - وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة ويجمع الطبقة الرابعة - البطن وهو ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم ويجمع على بطون وأبطن‏.‏
الطبقة الخامسة - الفخذ وهو ما انقسم فيه أنساب البطن كبني هاشم وبني أمية ويجمع على أفخاذ‏.‏
الطبقة السادسة - الفصيلة بالصاد المهملة - وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العباس قلت هكذا رتبها الماوردي في الأحكام السلطانية وعلى نحو ذلك جرى الزمخشري في تفسيره في الكلام على قوله تعالى‏:‏ ‏”‏ وجعلناكم شعوبًا وقبائل ‏”‏ إلا أنه مثل الشعب بخزيمة وللقبيلة بكنانة وللعمارة بقريش وللبطن بقصي وللفخذ بهاشم وللفضيلة بالعباس وبالجملة فالفخذ يجمع الفصائل والبطن يجمع الافخاذ والعمار تجمع البطون والقبيلة تجمع العمائر والشعب يجمع القبائل قال النووي في تحرير التنبيه‏:‏ وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة‏.‏
قال الجوهري‏:‏ وعشيرة الرجل هم رهطه الادنون‏.‏
قال أبو عبيدة‏:‏ عن ابن الكلبي عن أبيه تقديم الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم الفخذ‏.‏
فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها بعد القبيلة والعمارة مقام الفصيلة في ذكرها قبل الفخذ ولم ينكر ما يخالفه ولا يخفى أن الترتيب الأول أولى وكأنهم رتبوا ذلك على بنية الانسان فجعلوا الشعب بمثابة أعلى الرأس والقبائل بمثابة قبائل الرأس وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تصل بها الشؤون وهي القنوات التي في القحف لجريان الدمع وقد ذكر الجوهري أن قبائل العرب إنما سميت بقبائل الرأس وجعلوا العمارة تلو ذلك إقامة للشعب والقبيلة مقام الاساس من البناء وبعد الاساس تكون العمارة وهي بمثابة العنق والصدر من الانسان وجعلوا البطن تلو العمارة لأنها الموجود من البدن بعد العنق والصدر وجعلوا الفخذ تلو البطن لأن الفخذ من الإنسان بعد البطن وجعلوا الفصيلة تلو الفخذ لأنها النسب الأدنى الذي يصل عنه الرجل بمثابة الساق والقدم إذ المراد بالفصيلة العشيرة الأدنون بدليل قوله تعالى‏:‏ ‏”‏ وفصيلته التي تؤويه ‏”‏ أي تضمه إليها ولا يضم الرجل إليه إلا أقرب عشيرته واعلم أن أكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المتقدمة القبيلة ثم البطن وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة وربما عبر عن كل واحد من الطبقات السب بالحي أما على العموم مثل أن يقال حي من العرب وأما على الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان‏.‏


الفصل الرابع في ذكر مساكن العرب القديمة

التي درجوا منها إلى سائر الأقطار أعلم‏:‏ أن مساكن العرب في ابتداء الأمر كانت بجزيرة العرب الواقعة في أواسط المعمور واعدل أماكنه وأفضل بقاعه حيث الكعبة الحرام وتربة أشرف الانام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما حول ذلك من الأماكن وهذه الجزيرة متسعة الأرجاء ممتدة الأطراف يحيط بها من جهة الغرب بعض بادية الشام حيث البلقا إلى أيلة ثم القلزم الآخذ من أيلة حيث العقبة الموجودة بطريق حجاج مصر إلى الحجاز إلى أطراف اليمن حيث طي وزبيد وما داناهما ومن جهة الجنوب بحر الهند المتصل به بحر القلزم المقدم ذكره من جهة الجنوب إلى عدن إلى أطراف اليمن حيث بلاد مهرة من ظفار وما حولها ومن جهة الشرق بحر فارس الخارج من بحر الهند إلى جهة الشمال إلى بلاد البحرين ثم إلى أطراف البصرة ثم إلى الكوفة من بلاد العراق ومن جهة الشمال الفرات آخذًا من الكوفة على حدود العراق إلى عانة إلى بالس بلاد الجزيرة الفراتية إلى البلقا من برية الشام حيث وقع الابتداء‏.‏
والحاصل أن السائر على حدود جزيرة العرب فيه من أطراف برية الشام من البلقا جنوبًا إلى أيلة ثم يسير على شاطئ بحر القلزم وهو مستقبل الجنوب والبحر على يمينه إلى مدين إلى ينبع إلى البروة إلى جدة إلى أول اليمن إلى زبيد إلى أطراف اليمن من جهة الجنوب ثم يعطف مشرقًا ويسر إلى ساحل اليمن وبحر الهند على يمينه حتى يمر على عدن ويجاوزها حتى يصل إلى سواحل ظفار من مشاريق اليمن إلى سواحل مهرة ثم يعطف شمالًا ويسير على سواحل اليمن وبحر فارس على يمينه ويتجاوز سواحل مهرة إلى عمان من بلاد البحرين إلى جزيرة أوال إلى القطيف إلى كاظمة إلى البصرة إلى الكوفة ثم يعطف إلى الغرب ويفارق بحر فارس ويسير والفرات على يمينه إلى سليمة إلى البلقا حيث بدأ‏.‏
ودور هذه الجزيرة على ما ذكره السلطان عماد الدين صاحب حماة في تقويم البلدان سبعة أشهر وأحد عشر يومًا تقريبًا بسير الأثقال فمن البلقا إلى الشراة ثلاثة أيام ومن الشراة إلى أيلة نحو ثلاثة أيام ومن أيلة إلى الحجاز وهي فرضة المدينة المنورة النبوية نحو من عشرين يومًا ومن الحجاز إلى ساحل الجحفة نحو ثلاثة أيام ومن ساحل الحجفة إلى جدة وهي فرضة لمكة ثلاثة أيام ومن ساحل جدة إلى عدن نحو من شهر ومن عدن إلى سواحل مهرة نحو من شهر ومن مهرة إلى عمان إلى البحرين نحو من شهر ومن هجر إلى عبادان من العراق نحو من خمسة عشر يومًا ومن عبادان إلى البصرة نحو يومين ومن البصرة إلى الكوفة نحو اثنى عشر يومًا ومن الكوفة إلى بالس نحو عشرين يومًا ومن بالس إلى سلمية نحو سبعة أيام ومن سلمية إلى مشاريق غوطة دمشق نحو أربعة أيام ومن مشاريق غوطة دمشق إلى مشاريق حوران نحو ثلاثة أيام ومن مشاريق حوران إلى البلقا نحو ستة أيام‏.‏
واعلم - أن الجزيرة في أصل اللغة ما ارتفع عنه الماء آخذًا من الجزر الذي هو ضد المد ثم توسع فيه فأطلق على كل ما دار عليه الماء ولما كان هذا القطر يحيط به بحر القلزم من جهة المغرب وبحر الهند من جهة الجنوب وبحر فارس من جهة المشرق والفرات من جهة الشمال أطلق عليه جزيرة واضيفت إلى العرب لنزولهم لها ابتداءً وسكناهم فيها‏.‏
قال المدائني‏:‏ وجزيرة العرب هذه تستمل على خمسة أقسام‏:‏ تهامة ونجد والحجاز والعروض واليمن فتهامة هي الناحية الجنوبية عن الحجاز‏.‏
ونجد هي الناحية التي بين الحجاز والعراق‏.‏
والحجاز‏:‏ هو ما بين تهامة ونجد‏.‏
وتهامة‏:‏ جبل يقبل من اليمن حتى يتصل بالشام وسمي حجازًا لحجزه بين نجد وتهامة‏.‏
والعروض‏:‏ هي اليمامة ما بين تهامة إلى البحرين ويدخل في جزيرة العرب أيضًا قطعة من بادية الشام كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى ثم في كل قطر من هذه الأقطار مدن وبلاد مشهورة‏.‏
فأما الحجاز‏:‏ ففيه من البلاد المشهورة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقيل هي من نجد وفيه أيضًا من البلاد خيبر والطائف‏.‏
وأما تهامة‏:‏ ففيها من البلاد المشهورة مكة المشرفة وقيل هي من الحجاز وفيها أيضًا من البلاد ينبع‏.‏
وأما نجد‏:‏ فقد قيل أن المدينة النبوية منها والراجح أنها من الحجاز على ما تقدم‏.‏
وأما العروض‏:‏ فيشتمل على ناحيتين‏.‏
الناحية الأولى‏:‏ اليمامة وقيل هي من الحجاز وهي مدينة دون مدينة النبي صلى الله عليه وسلم في المقدار بينها وبين البصرة ست عشرة مرحلة وبينها وبين الكوفة أيضًا مثل ذلك وهي أكثر نخلا من سائر بلاد الحجاز وبها كان مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقتل في زمن أبي بكر رضي الله عنه‏.‏
الناحية الثانية‏:‏ بلاد البحرين وهي قطر متسع مجاور لبحر فارس كثير النخل والثمار والمشهور به من البلاد هجر بفتح الهاء والجيم وهي التي كانت قاعدة البحرين في الزمن المتقدم فخربها القرامطة عند استيلائهم على البحرين وبنوا مدينة الاحساء ونزلوها وصارت هي قاعدة البحرين وهي مدينة كثيرة المياه والنخل والفواكه وبينها وبين اليمامة نحو أربعة أيام إلى غير ذلك من البلاد المتسعة‏.‏
وأما اليمن - فهو اقليم عظيم متسع الارجاء متباعد الأطراف وكانت قاعدته القديمة مدينة صنعاء وهي مدينة عظيمة تسبه مدينة دمشق في كثرة مياهها وأشجارها وهي في شرقي عدن في الجبال وهواؤها معتدل وكانت في الزمن المتقدم تسمى أزال وهي الآن بيد إمام الزيدية ياليمن داخلة تحت طاعته هي وما حولها وقد استحدث عليها حصن تعز فصار منزل لبني رسول ملوك اليمن الآن وهو حصن في الجبل مطل على النهائم وأراضي زبيد وفوقه منتزه يقال له - صعدة - قد ساق إليه صاحب اليمن المياه من الجبال التي فوقها وبنى فيها أبنية عظيمة في غاية الحسن في وسط بستان هناك وفرضة اليمن المشهورة في القديم والحديث عدن ويقال عدن ابين سميت بذلك باسم بانيها وهي مدينة على ساحل بحر الهند جنوبي باب المندب بميل إلى المشرق مورد وحط واقلاع لمراكب الهند ومصر وغيرهما وبينها وبين صنعاء ثلاث مراحل وهي في ذيل جبل كالسور عليها وتمامة سور إلى البحر ولها باب إلى البر وباب إلى البحر إلا أنها قشفة يابسة ينقل الماء على ظهور الدواب واليمن مدن كثيرة من مشاهيرها‏.‏
زبيد - بفتح الزاي المعجمة - وهي قصبة التهايم وموضعها في مستوى من الأرض والبحر منها على أقل من يوم وبها مياه ونخل كثير وعليها سور دائر وفيها ثمانية أبواب وبينها وبين البحر خمسة عشر ميلًا‏.‏
ومن مشاهير بلادها نجران‏:‏ بفتح النون وسكون الجيم وهي بلدة ذات نخيل وأشجار على القرب من صنعاء وهي بين عدن وحضرموت في جبال وهي من بلاد همدان بين قرى ومدائن وعمائر ومياه وبها كان أفعى بن الأفعى الجرهمي المعروف بأفعى نجران الذي تحاكم إليه مضر وربيعة وأياد وأنمار أولاد نزار بوصية من أبيهم‏.‏
ومن مشاهير بلاده ظفار‏:‏ بالظاء المعجمة المشالة والفاء‏.‏
وهي مدينة على ساحل خور يخرج من بحر الهند ويطعن في الشمال نحو مائة ميل وهي على طرفه وبينها وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخًا وعلى شمالها رمال الاحقاف التي بها كانت عاد وهي قاعدة بلاد الشجر ويوجد في أرضها كثير من النبات الهندي مثل الرايخ والتنبل ولها بساتين وأسواق وفي سواحلها يوجد العنبر إلى غي رذلك من البلاد المتعددة‏.‏
وأما بادية الشام‏:‏ ففي جزيرة العرب منها مدينة تدمر‏.‏
بفتح التاء وضم الميم وهي بلدة قديمة ببادية الشام من أعمال حمص وهي على شرقيها وأرضها سباخ وبها شجر ونخيل وزيتون وبها آثار قلعة عظيمة أزلية من الأعمدة والصخور ولها سور وقلعة وبينها وبين حمص نحو ثلاث مراحل وكذلك عن سلمية وبينها وبين دمشق تسعة وخمسون ميلًا وبينها وبين الزحمة مائة ميل وميلان وهي منزل عرب آل ربيعة ملوك العرب بالشام إلى الآن وكذلك من بادية الشام تيماء وهي حاضرة طي وبها الحصن المعروف بالأبلق الفرد المنسوب إلى السمؤل بن عاديا وتبوك وهي بلدة عظيمة بين الحجر أرض ثمود وبين الشام وبها عين ماء ونخيل ويقال أن بها كان أصحاب الأيكة الذين بعث الله اليهم شعيبا عليه السلام‏.‏
قلت ومنها مدين‏:‏ وكانت بها منازل العرب العاربة من عاد وطسم وجديس وأميم وجرهم وحضرموت ومن هم في معناهم ثم انتقلت ثمود منها إلى الحجر بكسر الحاء المهملة وهي إلى الجنوب من دومة الجندل وهي من أرض الشام فكانوا بها حتى هلكوا كما ورد به القرآن الكريم‏.‏
وهلك من هلك من بقايا العرب العاربة باليمن بمدين من عاد وغيرهم وخلفهم فيه بنو قحطان بن عابر فعرفوا بعرب مدين إلى الآن وبقوا فيه إلى أن خرج منه عمرو بن مزيقياء عند توقع سيل العرم ثم خرج منه بقاياهم وتفرقوا في الحجاز والعراق والشام وغيرها عند حدوث سيل العرم وكانت أرض الحجاز منازل لني عدنان إلى أن غزاهم بخت نصر ونقل من نقل منهم إلى الانبار من بلاد العراق ولم يزل العرب بعد ذلك كلهم في التنقل عن جزيرة العرب والانتشار في الأقطار إلى أن كان الفتح الاسلامي فتوغلوا في البلاد حتى وصلوا إلى بلاد الترك وما داناها وصاروا إلى أقصى المغرب وجزيرة الاندلس وبلاد السودان وملأوا الآفاق وعمروا الأقطار وصار بعض عرب اليمن إلى الحجاز فأقاموا به وربما صار بعض عرب الحجاز إلى اليمن فأقاموا به وبقي من بقي منهم بالحجاز واليمن على ذلك إلى الآن ومن تفرق منهم في الاقطار منتشرون


الفصل الخامس في بيان أمور يحتاجها الناظر في علم الأنساب إليها

وهي عشرة أمور الأول‏:‏ قال الماوردي‏:‏ إذاتباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبًا والعمائر قبائل‏.‏
يعني‏:‏ وتصير البطون عمائر والافخاذ بطونا والفصائل افخاذًا والحادث من النسب بعد ذلك فصائل‏.‏
الثاني‏:‏ قد ذكر الجوهري أن القبائل هي بنو أب واحد‏.‏
وقال ابن حزم‏:‏ جميع قبائل العرب راجعة إلىأب واحد سوى ثلاث قبائل وهي تنوخ والعتق وغسان فان كان كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون وسيأتي بيان ذلك في الكلام على كل قبيلة من هذه القبائل الثلاث في موضعه إن شاء الله تعالى‏.‏
نعم الأب الواحد قد يكون أبًا لعدة بطون ثم أبو القبيلة قد يكون له عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل فينسب إليه من هو منهم ويبقى بعضهم بلا ولد أو يولد له ولم يشتهر ولده فينسب إلى القبيلة الأولى‏.‏
الثالث‏:‏ إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع فيجوز لبني هاشم أن ينتسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان فيقال في أحدهم الهاشمي ويقال فيه القرشي والمضري والعدناني بل قد قال الجوهري‏:‏ إن النسبة إلى الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل فاذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة الكلبي‏:‏ استغنيت عن أن تنسبه إلى شيء من أصوله وذكر غيره أنه 
يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العيا والطبقة السفلى ثم يرى بعضهم تقديم العليا على السفلى مثل أن يقال في النسب إلى عثمان بن عفان الأموي العثماني وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا فيقال العثماني الأموي‏.‏
الرابع‏:‏ قد ينظم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب اليهم فيقال فلان حليف بني فلان أو مولاهم كما يقال في البخاري الجعفي مولاهم ونحوذلك‏.‏
الخامس‏:‏ إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينتسب إلى فبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة التي دخل فيها وأن ينتسب إلى القبيلتين جميعًا مثل أن يقال التميمي ثم الوائلي أو الوائلي ثم التميمي وما أشبه ذلك‏.‏
السادس‏:‏ القبائل في الغالب تسمى الأب الوالد للقبيلة كربيعة ومضر والأوس والخزرج ونحو ذلك وقد تسمى القبيلة باسم أم القبيلة كخندف وبجيلة ونحوهما وقد تسمى باسم خاص ونحو ذلك وقد تسمى القبيلة بغير هذا وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب كغسان حيث نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا به كما سيأتي بيانه عند ذكر قبيلتهم في حرف الغين المعجمة إن شاء الله وربما وقع اللقب على الواحد منهم فسموا به وقيل غير ذلك على ما سيأتي ذكره فيما يقال بلفظ الجمع في الألف واللام مع الراء المهملة إن شاء الله تعالى‏.‏
السابع‏:‏ أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب‏:‏ أولها‏:‏ أن يطلق على القبيلة لفظة الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك ورد القرآن كقوله تعالى‏:‏ ‏”‏ وإلى عاد وإلى ثمود وإلى مدين ‏”‏ يريد بني عاد وبني ثمود ونحو ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيما في الأزمان المتقدمة بخلاف البطون والافخاذ ونحوهما‏.‏
وثانيهما‏:‏ أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة فيقال بنو فلان وأكثر ما يكون ذلك في البطون والافخاذ والقبائل الصغار لا سيما في الازمان المتأخرة‏.‏
وثالثهما‏:‏ أن ترد القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبيين والجعافرة ونحوهما وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم‏.‏
ورابعهما‏:‏ أن يعبر عنها بآل فلان كآل ربيعة وآل فضل وآل علي وما أشبه ذلك وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام في زماننا والمراد بالآل الأهل‏.‏
الثامن‏:‏ غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه أما من الحيوان كأسد ونمر وأما من النبات كنبت وخنظلة وأما من الحشرات كحية وحنس وأما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك‏.‏
التاسع‏:‏ الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ككلب وحنظلة وضرار وحرب وما أشبه ذلك وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء كفلاح ونجاح ونحوهما والمعنى في ذلك ما يحكى أنه قيل لأبي القيس الكلابي لم تسمون أبناءكم بشر الاسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسن الاسماء نحو مرزوق ورباح‏.‏
فقال‏:‏ إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا‏.‏
يريد أن الأبناء معدة للأعداء فاختاروا لهم شر الأسماء والعبيد معدة لأنفسهم فاختاروا لهم خير الأسماء‏.
يقول السيد العميد الأكبر قدس الله سره معلقا : ( وفي هذه المسألة خالف السادة الأشراف ذرية رسول الله وعترته عليهم السلام العرب, بل كل بني هاشم غالبا لا تخضع لهذه القاعدة )‏
العاشر‏:‏ إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث وكالخزرج والخزرج وما أشبه ذلك واحداهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود عبروا عن الوالد والسابق منهما بالأكبر وعن الوالد والمتأخر منهما بالأصغر وربما وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبر من الآخر‏.‏


الباب الثاني المقصد في معرفة تفاصيل أنساب قبائل العرب

وفيه فصلان


في ذكر عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم

وما يتفرع عنه من الأنساب أما عمود نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلى ما ذكره ابن اسحاق في السيرة وتبعه عليه ابن هشام‏:‏ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن اسماعيل عليه السلام  ابن ابراهيم عليه السلام ابن تارخ وهو(الصواب آزر ولا وجود لما بين أيدينا من مصادر لإسم تارخ ) آزر بن تاخور( الصواب : ناخور ) ابن شارخ بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك ابن متو شلخ (الصواب : متشولخ , بكسر الميم وسكون التاء )بن أخنوخ وهو ادريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قنين ( الصواب : أقنين ) بن يافت بن شيث عليه السلام  بن آدم عليه السلام‏.‏





والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان وفيما بعد عدنان إلى اسماعيل عليه السلام فيه خلاف كثير يأتي ذكره في الكلام على نسب عدنان في حرف العين المهملة إن شاء الله تعالى بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكًا بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به النووي‏.‏
قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف‏:‏ وقد روى أن النبي صلى الله عليهوآله وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ‏:‏ ‏”‏ وقرونًا بين ذلك كثيرًا ‏”‏ ولو شاء أن يعلمه علمه وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة‏:‏ أنه صلى الله عليه وآله وسلم كرر‏:‏ كذب النسابون مرتين أو ثلاثًا قال‏:‏ والصحيح أنه قول ابن مسعود‏.‏
ويروى عن عمر بن الخطاب أنه قال‏:‏ إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو وعن عروة بن الزبير أنه قال‏:‏ ما وجدنا أحدًا يعرف ما فوق عدنان واسماعيل الا تخرصا ويحكى عن مالك بن أنس أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك‏.‏
فقيل له فالى اسماعيل‏:‏ فأنكر ذلك‏.‏
وقال‏:‏ ومن يخبر به‏!‏ والذي عليه البخاري وغيره من العلماء موافقة ابن اسحاق على رفع النسب‏.‏
يقول السيد العميد الأكبر قدس الله سره : ( الصواب الذي سمعناه من آبائنا ومشايخنا أن الأرفع في القول وصل النسب النبوي بسيدنا آدم عليه السلام , وإنما كرهه من لم تتوفر لديه معرفة ذلك , وكم من جاهل بالشيء ينكره , والانسان عدو ما جهل , ومعنى قول ابن مسعود رضي الله عنه :  كذب النسابون , أي كذب النسابون الذين هم من غير بيت النبوة والرسالة , لأن أهل مكة أدرى بشعابها وطرقها فإذا تكلم أهل اليمن على طرقات مكة فقد يخطئون كثيرا ,لذلك فابن مسعود رضي الله عنه يعلم أن النسب من الإيمان وأن بني هاشم ورثوا من أجدادهم رقاعا فيها أنساب آبائهم فإذا تكلموا فعن علم , وإذا تكلم غيرهم فعن ظن , وشتان بين العلم والظن وبين الشك واليقين , فإن الظن لا يغني من الحق شيئا .   

أما ما يتفرع عن الأنساب عن عمود النسب النبوي فلا خفاء‏.‏
إن آدم عليه السلام هو أبو البشر ومبدأ النسل وما يذهب إليه الفرس من أن مبدأ النسل من كيومرث الذي ينسب إليه الفرس فأنه مفسر بآدم عليه السلام عند أكثر المفسرين ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم عليه السلام إلى زمن نوح وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح عليه السلام حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الاوثان وأن الطوفان عم جميع الأرض ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه باقليم بابل الذي كان به نوح عليه السلام‏.‏

ثم قد وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جميعهم من بنيه دون من كان معه في السفينة وعليه يحمل قوله تعالى‏:‏ ‏”‏ ذرية من حملنا مع نوح ‏”‏‏.‏

وأما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة فقد روى‏:‏ أنهم كانوا ثمانين رجلًا وأنهم هلكوا عن آخرهم ولم يعقبوا ثم اتفقوا أن جميع النسل من بنيه الثلاثة يافث وهو أكبرهم وسام وهو أوسطهم وحام وهو أصغرهم وقد ذكر ابن اسحاق أنه كان ليافث سبعة أولاد وهم كومر ويقال عومر وياوان ويقال يافان وهو يونان وماغوغ وهو طوبال ويروى قطوبال وماشح بالمهملة والمعجمة ويروى كاشح بالمهملة والمعجمة وطبراش ووقع في الاسرائيليات زيادة ماذاي فصاروا سبعة وذكر البيهقي ثامنًا وهو علجان ووقع في كلام ابن سعيد زيادة سويل فيكونون تسعة‏.‏

يقول السيد العميد : بل هم إثنا عشر رجلا

قال ابن اسحاق‏:‏ وكان لسام خمسة أولاد ارفخشد‏.‏
ولاوذ وارم‏.‏
وآشور‏.‏
وعيلام وفي الاسرائيليات‏:‏ أنه كان لحام أربعة أولاد وهم مصر وبعضهم يقول مصرائيم‏.‏
وكنعان‏.‏
 وكوش‏.‏ ( الصواب : كورش)ا 
والذي ذكره أبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام فيكون حينئذ ابنان لابنه لصلبه‏.‏
إذا علمت ذلك فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة على كثرة الخلاف في ذلك‏.‏
فالترك - من بني ترك بن كومر بن يافث وقيل من بني طبراش بن يافث ونسبهم ابن سعيد إلى ترك بن عامر بن سويل بن يافث‏.‏
ويدخل في جنس الترك القبجاق وهم الخفشاخ والطغرغر( الصواب: الطغرر) وهم التتر ويقال فيهم الططر بالطاء بدل التاء والخزلخية والخوز وهم الغز الذين كان منهم ملوك السلاجقة والهياطلة والخلج وبلادهم الصفد ويسمون بها أيضًا والغور والعلان - ويقال الالان والشركس والازكش والروس فكلهم من جنس الترك نسبهم داخل في نسبهم‏.‏
والجرامقة - قوم ينتهي نسبهم إلى باسل بن آشور بن سام بن نوح عليه السلام وهم أهل الموصل في الزمن القديم من ولد جرموق بن آشور بن سام فيما قاله ابن سعيد وقيل الجرامقة من ولد كاثر بن ارم بن سام فيما قاله غيره‏.‏
والجيل - وهم من أهل كيلان من بلاد الشرق من بني باسل بن آشور بن سام فيما قاله ابن سعيد‏.‏
والخوز - وهم التركمان من ولد توغرمان بن كومر بن يافث فيما وقع في الاسرائيليات وقيل من بني طبراش بن يافث وقيل نوع من الترك‏.‏
والديلم‏:‏ من بني ماذاي بن يافث وقال ابن سعيد من بني باسل بن آشور ابن سام وقيل هم من العرب من بني باسل من طابخة من العدناينة وضعفه أبو عبيدة‏.‏
والروم‏:‏ قيل من بني كثيتم بن يوان وهو يفان بن يافث وقيل من ولد رومي بن يونان بن علجان بن يافث وقيل من ولد رعويل بن عيصو بن اسحاق بن إبراهيم عليه السلام‏.‏
وقال الجوهري‏:‏ من ولد روم بن عيصو المذكور‏.‏
والسريان من بني سوريان بن نبيط بن ماش بن آدم بن سام‏.‏
قاله اين الكلبي‏.‏
والسند - في الاسرائيليات أنهم كانوا من بني شبا بن زعما بن كوش بن حام وحكى الطبري عن ابن اسحاق أنهم من بني كوش بن حام وهو قريب من الأول‏.‏
والسودان‏:‏ قال ابن سعيد‏:‏ جميع أجناسهم من ولد حام ونقل الطبري عن ابن اسحاق أن الحبشة من ولد كوش بن حام والنوبة من ولد كنعان بن حام والزنج من ولد كنعان أيضًا وكذلك زغاوة وذكر ابن سعيد أن الحبشة من بني حبش والنوبة من بني نوبة أو من بني نوبي والزنج من بني زنج ولم يرفع في نسبهم فيحتمل أن يكونوا من أعقاب بني حام‏.‏
والصقالبة‏:‏ عند الإسرائيليين من بني بازان بن يافث وقيل من بني اشكونار‏:‏ اشكنار بن توغرما بن كومر ابن يافث‏.‏
والصين‏:‏ قيل من بني صيني بن ماغوغ بن يافث وقيل من بني طوبال ابن يافث وذكرهم شيوش مؤرخ الروم أنهم من بني ماغوغ بن يافث‏.‏
والفرس‏:‏ قال ابن اسحاق من ولد فارس بن لاود بن سام وقال ابن الكلبي‏:‏ من ولد فارس بن طيراش بن آشور بن سام وقيل من ولد طيراش بن همدان بن يافث وقيل من بني أميم بن لاود بن سام ووقع للطبري أنهم من ولد رعوئيل بن عيصو بن اسحاق بن إبراهيم عليه السلام قال في العبر‏:‏ والالتفات إلى هذا القول لأن ملك الفرس أقدم من ذلك‏.‏
والفرنج‏:‏ قيل من ولد طوبال بن يافث وقيل من ولد ريغاث بن كومر بن يافث وقيل من ولد طوغرما بن كومر بن يافث‏.‏
والقبط - قال إبراهيم بن آصف شاه‏:‏ من بني قبطيم بن مصر بن بيصر بن حام وعند الاسرائيليين من ولد قفط بن حام وقال هرشيوش‏:‏ من ولد قبط ابن لاين بن مصرائيم بن حام‏.‏
والقوط - بضم القاف وهم أهل الاندلس في الزمن القديم من ولد ماغوغ ابن يافث وفيما قاله هرشيوش من ولد قوط بن حام وقيل من ولد ماغوغ بن يافث‏.‏
والكرد - بضم الكاف من بني إيران بن آشور بن سام وإلى إيران هذا تنسب مملكة إيران التي كان فيها ملوك الفرس‏.‏
قال المقر الشهابي ابن فضل الله في كتابه التعريف‏:‏ يقال في المسلمين الكرد والكفار الكرج وحينئذ يكون الكرد والكرج نسب واحد سوى‏.‏
والكنعانيون - الذي كان منهم جبابرة الشام من ولد كنعان بن حام‏.‏
واللمان‏:‏ بفتح اللام من النبط‏:‏ بفتح الباء وهم أهل بابل في الزمن القديم‏.‏
قال ابن الكلبي هم بنو نبيط بن آشور بن سام‏.‏
والهند‏:‏ في الاسرائيليات أنهم من ولد دادان بن زعما بن كوش ابن حام ونقل الطبري عن ابن اسحاق أنهم من بني كوش بن حام من غير واسطة‏.‏
والأرمن‏:‏ وهم أهل الارمينية الذين بقاياهم ببلاد سيس قيل هم من ولد قموئيل بن ناخور امرأته ملكار بن تارخ وهو آزر وأبوه ناخور وهو من شاروغ وتارخ هو أبو إبرهيم وناخور أخو إبراهيم عليه السلام‏.‏
والاثبان‏ (وهم الإسبان اليوم )‏ عند بعض النسابين من ولد كاشح بن يافث وعند الاسرائيلين من ولد ياوان وهو يونان بن يافث وعند آخرين أنهم من شعوب بني عيصو بن اسحاق وهو قريب من الأول‏.‏
واليونان‏:‏ قيل من ولد يونان وهو ياوان بن يافث وقال البيهقي من بني يونان ابن علجان بن يافث وشذ الكندي فقال‏:‏ يونان بن عابر وذكر أنه خرج من بلاد العرب مغاضبًا لأخيه قحطان فنزل شرقي الخليج القسطنطيني ورد عليه أبو العباس الناشئ بقوله‏:‏ تخلط يونان بقحطان ضلةً لعمري لقد باعدت بينهما جدًا واليونانيون‏:‏ على ثلاثة أصناف اللطينيون وهم بنو اللطين بن يونان والاغريقيون وهم بنو أغريقس بن يونان والكيتميون وهم بنو كيتم بن يونان‏.‏
وإلى هذه الفرقة منهم يرجع نسب الروم فيما قيل‏.‏
وزويلة‏:‏ وهم أهل برقة في القديم يقال أنهم من بني حويلة بن كوش ابن حام ومنهم الطائفة الذين وصلوا صحبة جوهر المعزي باني القاهرة المنسوب اليهم باب زويلة وحارة زويلة بالقاهرة المعزية‏.‏
ويأجوج ومأجوج‏:‏ قيل من ولد ماغوغ بن يافث وقيل من ولد كومر بن يافث‏.‏
أما العرب الذين هم المقصود من وضع هذا التأليف فانهم على اختلاف قبائلهم وتباين شعوبهم من ولد سام باتفاق النسابين فبعضهم يرجع إلى لاوذ ابن سام وبعضهم إلى ارم بن سام وبعضهم يرجع إلى قحطان بن عابر بن شالخ بن رافخشد بن سام وبعضهم يرجع إلى اسماعيل بن إبراهيم وبعضهم يرجع إلى مدين بن إبراهيم وإبراهيم من ولد عامر بن شالخ بن ارفخشد بن سام على ما تقدم ذكره في عمود النسب‏.‏
والبربر‏:‏ فيهم خلاف يرجع إلى أنهم هل هم من العرب أو من غيرهم وسيأتي ذكرهم في الكلام على القبائل عند ذكرهم فيما يقال بلفظ الجمع في الألف واللام مع الباء إن شاء الله تعالى‏.‏

في ذكر تفاصيل قبائل العرب مرتبة مقفاة على حروف المعجم

مع ما تهيأ ذكره من مساكنهم التي هم بها الآن حرف الألف - ما يقال فيه بنو فلان الألف مع الباء الموحدة‏:‏ - بنو أبان بطن من بني أمية من قريش من العدنانية وهم بنو أبان بن أمير المؤمنين بن عفان بن أب يالعاص بن أمية الأكبر وأمية يأتي نسبه عند ذكره في هذه الحروف فيما بعد إن شاء الله تعالى وابان هذا معدود في كبار التابعين‏.‏
قال أحمد بن العجلي‏:‏ إبان بن عثمان تابعي ثقة روى عن أبيه وزيد بن ثابت وغيرهما وروى عنه جماعة‏.‏
قال الاضي محب الدين الطبري‏:‏ في كتابه فضائل العشرة‏:‏ وعقبه كثير قلت‏:‏ وهؤلاء هم عشيرة المقري الجمالي الموضوع له هذا الكتاب ومن جرثومة نسبه ومن غرائب الاتفاق الذي أوجبه سعده واثبته حظه إن اقتضت اتفاقية حروف المعجم جعل حيه أول الأحياء الواردة في هذا الكتاب ذكرًا ولو تقصد ذلك متقصد لم يتأت له لكنه أعز الله تعالى نصره قد أكمل الدهر سعده وأسعد الوقت جده واعقمت الأيام عن مثله فلم تأت بنظيره له مثله ولا بعده‏:‏ عزيزٌ به مصرٌ تكامل عزها وعن رأيه أمر الممالك يصدر وتصدر رأيا منه نجحًا لقصدها فلا تمتري فيه ولا عنه تفتر وقد صار أمر الملك طوع قياده يصرفه قسرًا فينهى ويأمر وما رام أمرًا قط إلا وسهلت له موجبات السعد ما منه يعسر ولا حل محتاج فناء لوائه وعام لشكوى الفقر في الدهر يذكر ولا أم ذو كسرٍ ذرى ظل جاهه فخاب له سعي وما زال يجبر ولا غرو أن ساس الممالك يوسفٌ وعنه سعيد الرأي يروى ويؤثر فيا ويح من أمسى يخالف أمره ويا فوز ملهوفٍ له ظل ينصر فلا زال في العلياء يرقى هضابها ولا زال بالمعروف يسمو ويشهر قد خدمته الحظوظ وأسعدته الجدود وقسمت المنازل الستة فكان له سعد السعود فلو غرس الشوك أنبت العنب أين أرادها أو حاول العنقاء في الجو لصادها أو زرع في السباخ لكان ذلك هو العام والسنة الخصبة ولضوعفت مضاعفة حسناته فأنبتت كل حبة سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة‏:‏ وإذا السعادة أحرستك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان واصطد بها العنقاء فهي حبائلٌ واقتد بها الجوزاء فهي عنان وحسبك إن لبس شرفًا لا تطمع الأيام في خلعه وتقمص من الفضل جلبابا لا يتطلع الزمان إلى نزعه وانتهى إليه المجد فوقف وعرف الكرم مكانه فانحاز إليه وعطف فقصرت عنه خطى من يجاريه وضاق عنه باع من يناوبه‏:‏ معالٍ تمادت في العلو كأنما تحاول ثأرًا عند بعض الكواكب فمناقبه تسبق أقلام الكاتب وتستغرق طاقة الحاسب ليس لارتفاعها غابة ولا لتداولها على مدى الأيام نهاية فلا توفي جامعة بشرطها ولا تقوم جريدة ببسطها‏:‏ وقد وجدت مكان القول ذا سعة وإن وجدت لسانًا قائلًا‏:‏ فقل هذا وقد استبعد السعد فأصبح له كالخديم واستولى على المكارم فأنسى من أثر عند ذلك من الزمن القديم فلو رآه خالد بن برمك لأحجم عن ملاقاته عظما أو ناوأه يحيى بن خالد لمات من مناوأته عدما أو سابقه الفضل وجعفر ابناه لسبقهما كرما‏:‏ مواهب لو أني تكلفت نسخها لأعييت في تنميقها كل كاتب ولأفلست من مدادها أقلامها فمكارمه تغني عن املاق وبواكره بالاسعاد تبادر الغدو والاشراق وعطاياه تسير سير السحب فتمطر الغيث على الآفاق‏:‏ بت جاره فالعز تحت ظلاله واستسقه فالبحر من أنوائه علي بن أبي الحسين ثم ولي بعده عبد الله بن محمد بن علي ابن أبي الحسين ثم ولي بعده ثقة الدولة يوسف بن عبد الله بن محمد بن علي ابن أبي الحسين ثم ولي بعده ابنه تاج الدولة جعفر ثم ولي بعده تأييد الدولةأحمد بن جعفر ثم ولي بعده الصمصام بن جعفر وهو آخرهم‏.‏
- بنو أبي ربيعة - بطن من ذهل بن شيبان من العدنانية وذهل يأتي نسبه عند ذكره في حرف الذال المعجم وأبو ربيعة هذا هو ابن عمرو المعروف بالمزدلف‏.‏
- بنو ابيرق - بطن من الأنصار ذكرهم ابن عبد البر في الاستيعاب‏:‏ ولم يبين هل من الأوس أو من الخزرج‏.‏
- بنز أبي سود - بطن من نهد من القحطانية وهم بنو أبي سود ابن نهد ونهد يأتي نسبه عند ذكره في حرف النون وكان لأبي سود هذا من الولد مالك وحرام وزيد‏.‏
قال أبو عبيدة‏:‏ وعدادهم في بني مالك بن حنظلة‏.‏
- بنو أبي كثير - بطن من لواثة ذكرهم الهمداني وقال‏:‏ مساكنهم بالبهنساوية من الديار المصرية ولواثة يأتي نسبه في حرف اللام‏.‏
الألف مع التاء المثناة فوق 0 - بنو أتبع - حي من بني أنمار نب أراش من القحطانية غلب عليهم اسم أبيهم فقيل لهم أتبع وهم بنو أتبع بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش وأنمار يأتي نسبه عند ذكره في الألف مع النون‏.‏
الألف مع الحاء المهملة 1 - بنو احاطة - حي من زيد الجمهور من القحطانية‏.‏
غلب عليهم إسم أبيهم فقيل لهم أحاطة وهم بنو أحاطة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد الجمهور وزيد الجمهور يأتي نسبه عند ذكره في حرف الزاي‏.‏
قال أبو عبيدة‏:‏ وهم رهط ذي الكلاع الحميري واسمه السميقع بن مأكور بن عمرو بن يعفر بن يزيد وهو ذو الكلاع الأكبر بن نعمان بن أحاطة‏.‏
2 - بنو أحمد - بطن من هيب من بني سليم من العدنانية مساكنهم مع قومهم هيب في أطراف برقة مما يلي بلاد المغرب‏.‏
قال ابن سعيد‏:‏ ولهم أحذاشة وجهاتها قال‏:‏ وهم عدد يمر بهم حجاج المغرب‏.‏
3 - بنو أحمس - حي من بني أنمار بن أراش من القحطانية وغلب عليهم اسم أبيهم فقيل له أحمس وهم بنو أحمس بن غوث بن أنمار وأنمار يأتي نسبه عند ذكره في حرف الألف مع النون منهم حصين بن ربيعة بن عامر بن الازور الأحمسي وجابر بن عوف الأحمسي الصحابيان‏.‏
الألف مع الدال المهملة 4 - بنو أد - من طابخة من العدنانية وهم بنو أد بن طابخة وطابخة يأتي نسبه عند ذكره في حرف الطاء المهملة وكان لأد هذا من الولد مروة وعبد مناة وعمر وضبة‏.‏
5 - بنو أدد - بطن من كهلان طي من القحطانية وهم بنو أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان من القحطانية وكهلان يأتي نسبه عند ذكره في حرف الكاف وكان لأدد من الولد مرة ونبت وهو الاشقر وطيب ومالك‏.‏
فأما مرة ونبت فامهما مدلة بنت ذي مبخشان بن حمير وأما طيب ومالك فأمهما مدحج واسمها دلة وهي بنت ذي مبخشان المتقدم ذكره‏.‏
6 - بنو ادي - بطن من الخزرج وهم بنو ادي بن سعد بن علي بن أسد ابن سارة بن يزيد بن جنسم بن الخزرج والخزرج يأتي نسبه عند ذكره في حرف الألف واللام مع الحاء المعجمة ومن عقب أدي هذا معاذ بن جبل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
الألف مع الذال المعجمة 7 - بنو أذب - بطن من لخم من القحطانية وهم بنو أذب بن جزيلة بن لخم ولخم يأتي نسبه عند ذكره في حرف اللام وكان لأذب المذكور من الولد خالفه وهو راشدة بطن وقابضة بطن وأذب افعل التفضيل من الذب وهو المنع ويقال أيضًا بعير أذب إذا بال في مستقره فلا يبرحه الذباب‏.‏
الألف مع الراء المهملة 8 - بنو أرحب - حي من بكيل من همدان من القحطانية وهم بنو أرحب واسمه مرة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل وبكيل يأتي نسبه عند ذكره في حرف الباء الموحدة ومن بني أرحب هؤلاء أيوب بن معظم الشاعر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ماية وخمسين سنة وقال أبياتًا ومن جملتها‏:‏ وقبلك ما فارقت بالخوف أرحبا وإلى بن يأرحب هؤلاء تنسب الأبل الأرحبية‏.‏
9 - بنو أراش - بطن من كهلان وهم بنو أراش بن عمرو بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان وكهلان يأتي نسبه عند ذكره في حرف الكاف وأراش هذا هو والد أنمار بن أراش 0 - بنو أراش - بطن من لخم من القحطانية وهم بنو أراش بن جزيلة من لخم ولخم يأتي نسبه عند ذكره في حرف اللام‏.‏
1 - بنو اردواجه - بطن من البرانس من البربر غلب عليهم اسم أبيهم فقيل أردواجة وهم بنو اردواجة بن برنس بن بربر والبرنس يأتي نسبه عند ذكره في حرف الألف واللام مع الباء الموحدة وقال في العبر‏:‏ ويقال لهم أيضًا ورداجة قال‏:‏ ومن نسابة البربر من يعدهم في بطون رتابة من البربر أيضًا‏.‏
2 - بنو أريش - بطن من لخم من القحطانية وهم بنو أريش بن أريش ابن جزيلة بن لخم ولخم يأتي نسبه عند ذكره في حرف اللام وكان لأريش من الولد نحيم وجرش‏.‏
الألف مع السين المهملة 3 - بنو اسامة - بطن من أسد بن خزيمة وهم بنو اسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد وأسد يأتي نسبه عند ذكره في هذا الفصل‏.‏
4 - بنو اسحاق - بطن من البكريين بني أبي بكر الصديق رضي الله عنه من بني تيم بن مرة من قريش من العدنانية‏.‏
قال الحمداني‏:‏ هم من أقارب بني طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وأبو بكر الصديق يأتي نسبه عند ذكر البكريين في الألف واللام مع الباء الموحدة ومساكن بني اسحاق هؤلاء ببلاد الاشمونيين من صعيد الديار المصرية فيما ذكره الحمداني‏.‏
5 - بنو أسد - حي من بني خزيمة من العدنانية وهم بنو أسد بن خزيمة ابن مدركة وخزيمة قد مر نسبه في عمود النسب وكان لأسد هذا من الولد دودان وكاهل وعمرو وصعب وحلمة وأمهم أودة بنت زيد اخت نهد ابن زيد‏.‏
قال في العبر‏:‏ وهم بطن كبير متسع وذو بطون قال‏:‏ وبلادهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طي قال‏:‏ ويقال إن بلاد طي كانت لبني أسد فلما خرج بنو طي من اليمن غلبوا على سلمى وأجا وقد تفرقوا بعد ذلك في الاقطار ولم يبق لهم حي‏.‏
قال ابن سعيد‏:‏ وبلادهم الآن لطي ومن بني أسد هؤلاء حزيم بن فاتك بن الاحزم بن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب بنعمرو بن أسد أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
6 - بنو أسد - حي من ربيعة العدنانية وهم بنو أسد بن ربيعة بن نزار الوارد في عمود النسب وقد مر نسبه هناك وكان لأسد هذا من الولد جديلة وعنزة وعميرة‏.‏
قال أبو عبيدة‏:‏ وقد دخلوا في عبد القيس‏.‏
7 - بنو - أسد - بطن من شنؤة من ازد من القحطانية وهم بنو أسد بن عايد بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك ابن نضر وهو شنؤة‏.‏
8 - بنو أسد - حي من قريش من العدنانية وهم بنو أسد بن قصي بن كلاب وقصي قد مر نسبه في عمود النسب منهم الزبير بن العوام  وسيأتي نسبه عند ذكر الزبير في الألف واللام مع الزاي ومنهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن عم الزبير المتقدم ذكره ومنهم خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي خديجة بنت خويلد بن أسد وورقة بن نوفل بن أسد وهو الذي اتته خديجة في أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ابتداء النبوة وأخبرته خبره مع جبرئيل عليه السلام وقال يا ليتني فيها جذعًا حين يخرجك قومك على ما هو مذكور في كتب الصحاح‏.‏
9 - بنو أسد - بطن من قضاعة من القحطانية وهم بنو أسد بن وبرة ابن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة وقضاعة يأتي نسبه عند ذكره في حرف القاف‏.‏
0 - بنو اسرات - بطن من رتانة ‏”‏ زنارة ‏”‏ من البربر والبربر يأتي نسبهم عند ذكرهم في الألف واللام مع الباء‏.‏ (الصواب : زناتة 
1 - بنو اسرائن - بطن من مكلاته من البتر من البربر والبربر يأتي نسبهم عند ذكرهم في الموضع المقدم ذكره‏.‏
2 - بنو أسعد - على وزن أفعل بطن من العرب ذكرهم الجوهري في صحاحه ولم ينسبهم إلى قبيلة‏.‏
3 - بنو أسلم - بفتح اللام - حي من جذام من القحطانية وجذام يأتي نسبه عند ذكره في حرف الجيم ومنازلهم بلاد غزة‏.‏
ذكرهم الحمداني ثم قال‏:‏ ولكنهم قد اختلطوا مع جذيمة من جرم طي‏.‏
4 - بنو أسلم - بالفتح أيضًا - بطن من خزاعة من القحطانية وهم بنو أسلم بن قصي بن حارثة بن عمرو بن مزيقيا ومزيقيا يأتي نسبه عند ذكره في حرف الميم منهم الحجاج بن مالك بن عويمر الاسلمي الصحابي‏.‏
5 - بنو أسلم - بالفتح أيضًا - بطن من بني قمعة من العدنانية وهم بنو أسلم بن قصي بن عامر بن قمعة وقمعة يأتي نسبه عند ذكره في حرف القاف‏.‏
6 - بنو أسلم - بضم اللام فيما قاله ابن حازم بطن من قضاعة من القحطانية وهم بنو أسلم بن الحارث بن قضاعة وقضاعة يأتي نسبه عند ذكره في حرف القاف‏.‏
7 - بنو اسماء - بطن من طي من القحطانية وهم بنو كندة ومسروق ابني حارثة بن لام بن عمرو بن طريق بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جزعاء ابن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعيد بن قطرة بن طي وطي يأتي نسبه عند ذكره في حرف الطاء المهملة‏.‏
8 - بنو اسيد - بتشديد الياء وتخفيفها بطن من تميم من العدنانية والنسبة اليهم اسيدي وهم بنو اسيد بن عمرو بن لجيم قال ابن عبد البر في الاستيعاب‏:‏ وهم من اشراف بني تميم قال‏:‏ وإليهم ينسب حنظلة بن الربيع الاسيدي كاتب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ومنهم أيضًا اكتم بن صيفي حكيم العرب وأبو هالة زوج خديجة رضي الله عنها  قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏.‏
9 - بنو أسير - بطن من بني مالك بن سويد بن جذام من إخوة هلبا بن مالك بن سويد ومالك هذا يأتي نسبه في حرف الميم ومساكنهم مع قومهم من جذام بالخوف من الشرقية في الديار المصرية‏.‏
ذكرهم الحمداني‏.‏
الألف مع الشين المعجمة 0 - بنو أشجع - حي من غلفان من العدنانية غلب عليهم اسم أبيهم فقيل لهم أشجع وهم بنو أشجع بن ريث بن غلفان وغلفان يأتي نسبه عند ذكره في حرفالغين المعجمة‏.‏
قال أبو عبيدة‏:‏ وكان له من الولد بكر وسليم وعمرو ومنهم جعدة بن هبيرة الأشجعي الصحابي‏.‏
قال في العبر‏:‏ وكانوا هم عرب المدينة النبوية وكان سيدهم معقل بن سنان الصحابي‏.‏
قال‏:‏ وليس الآن أحد منهم بنجد إلا بقايا حول المدينة ثم قال‏:‏ وبالمغرب الأقصى منهم حي عظيم الآن يظعنون مع عرب المعقل بجهات سلجماسة ولهم عدد وذكر منهم زاهر بن حرام الأشجعي الصحابي شهد بدرًا وكان يسكن البادية فاذا أتى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لا يأتيه إلا بطرفة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لكل حاضرة بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرام‏.‏
1 - بنو اشرس - بطن من كندة من القحطانية وهم بنو اشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة وهم تحبيب‏.‏
وسيأتي الكلام على تحبيب في حرف التاء المثناة فوق‏.‏
2 - بنو أشعب - فخذ من بني وريق من ثعلبة طي منازلهم مع قومهم ثعلبة بأرض مصر وما يجاورها من بلاد الشام ذكرهم الحمداني‏.‏
3 - بنو أشعر - بطن من سبأ من القحطانية وهم بنو أشعر بن سبأ فيما ذكره صاحب حماة في تأريخيه وقال‏:‏ ينسب اليهم أبو موسى...

كتبها مكتب السيد العميد - بريطانيا ، في 24 يناير 2009 الساعة: 23:26 م


هناك تعليق واحد :

  1. ان في هذا المقال لعلما جما....فالسلام عليك سيدي القطب الغوث ونفعنا الله من علومكم وبركاتكم....

    ردحذف