مواضيع المدونة

الأحد، أبريل 29، 2012

انتقال مولاي عبدالسلام ابن مشيشي للرفيق الأعلى

 بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد



في سنة 626 هــ انتقل إلى الرفيق الأعلى مولانا القطب الغوث أبي محمد عبدالسلام بن مشيش قدس سره...
 في تراجيدية محزنة ...هُيِّئت قلوب العالم لسماع الخبر...فها هي المجاعة تكتسح المغرب سنة 617 هــ وها هو الجراد يغزو محاصيل الأرض...قال ابن الخطيب واصفا هذه الكارثة: ''عظم الجفاف، وعصفت الريح الرجف، تنقل الهضب قبل ارتداء الطرف، وتبدل أعيان الأرض، وتعاجل حلاق لمم النبت، فصيرت وجه الأرض كمطارح خبث الحديد، أمام مضارب البيد، يبسا وقحلا، وعقرا للأرجل، وعصيانا على السنابك، وأحرقت ما كان قد نجم من باكر البذر ودامت فاستأصلت الأوراق من الشجر الدهين، الذي لا يسقط ونشفت البشرات وأثنيت الجلود''.
وكأن الدنيا كلها حزنا لفراق هذا الولي... كل الدنيا تبكي...نبحث عن السلو فنذهب إلى قصور الحكام لعلنا نجد ألوانا تفند بعضا من مشهد ثنائية الألوان البياض والسواد..لعلنا نجد دفء الربيع، وألوان شمس السعادة...
من الحاكم؟؟؟
 إنه أبي العلاء إدريس المأمون الموحدي...لم يأتي للحكم إلا على أنقاض دماء المسلمين مؤازرا بالعدو الصليبي...

يكفي أن نعرف انقساما الدولة في مدة حكمه إلى ثلاثة مماليك...هذا الحاكم بهوان أمره زاد من قوة النفوذ الإسباني والبرتغالي فأكثروا من دعمهم للمرتزقة ليعيثوا في الأرض فسادا...فهاهم المتنبؤون يجهزون الجنود و ها هم الدجالون...

لقد ظهر متنبئ له كل الدعم من البرتغال...هو ابن أبي الطواجين، معروف بخبثه وانتكاس أمره...مهووس بصناعة الكيمياء...لا يدخل قبيلة إلا عابثا بشرف أجمل امرأة فيها...له مرتزقة كثر تجمعوا حوله...فله الجنتين البيضاء والصفراء...الذهب والفضة، بذلك يشتري الضمائر...

أين أنت مولانا قدس سرك في هذا الواقع القاتم؟؟؟ تحدث لسان حاله قائلا: لقد قام شيخي سيدي عبدالرحمن المدني قدس سره بإنشاء رباط للجهاد في ترغة الغمارية قاعدة الجهاد البحري...على عادة أهل الله برنامج الجهاد يتكون من تكوينين: تكوين بدني مادي وتكوين روحي رباني...وهاهو ضريح شيخي في تلك المنطقة على شاطئ البحر دليل قولي...

انظر إلى تراجيم أحبابنا في الله شيوخ وقتي كلهم جاهدوا قولا وفعلا وحالا...

انظر إلى شهادتي فهي دليل وقوفي ضد مصالح أعداء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله...

لقد استشهد مولانا قدس سره على يدي مرتزقة الساحر اللعين ابن أبي الطواجين...

أرسل حاكم سبتة عمران بن المنصور فرقة من عساكره لاقتفاء خبر ابن أبي الطواجين ومن معه... ولكن سيدي الصعيدي ذاك الولي الهمام تلميذ سيدي عبدالرحمن المدني قدس سره، كان قد قتل اللعين في عملية جهادية شجاعة...حيث أن اللعين دخل إلى قبيلة بني سعيد فرقة بزاز قرية شرودة وأراد إصابة فتاة في شرفها رغما عنها وعن عائلتها فتزيى سيدي الصعيدي بزي العروس واختلى بابن أبي الطواجن فذبحه وما أن علم الحراس حتى هجمت القبيلة عليهم .... فرغم كثرة المرتزقة إلا أنهم فروا لما رأوه من قتل شيطانهم وخوفهم الشديد....

فسلام الله على تاج المغرب ...ومن خاتمه على كتف كل ولي في المغرب...كعبة العرفان وجبل الأعلام وبراق عروج السالك الهمام...

اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق