بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد واله
قال سيدنا ومولانا القطب المكتوم أبي العباس احمد التيجاني قدس سره العزيز جواهر القلب سبعة والقلب فيه سبعة خزائن ، كل خزانة محل لجوهرة من الجواهر السبعة .
فالجوهرة الأولى : جوهرة الذكر ، والجوهرة الثانية : جوهرة الشوق ، والجوهرة الثالثة : جوهرة المحبة لله والعشق ،والجوهرة الرابعة : جوهرة السر وهو غيب من غيوب الله تعالى لا تدرك ماهيته ولا تعرف ، والجوهرة الخامسة : جوهرة الروح ، والجوهرة السادسة : جوهرة المعرفة والجوهرة السابعة : جوهرة الفقر .
الجوهرة الأولى : جوهرة الذكر إذا انفتحت في قلب العبد ، يكون أبدا منفردا من وجوده ، غائبا عن شهوده ، ويسمى عند السالكين ذهولا عن الأكوان ، وطمأنينة القلب بذكر الله .
الجوهرة الثانية : جوهرة الشوق إلى الله ، وهو أن يكون أبدا في الشوق والاشتياق إلى الله ، يطلب الموت في كل نفس ، لحرارة الاشتياق المشتعلة فيه .
الجوهرة الثالثة : جوهرة المحبة ، فإذا انفتحت في القلب يكون العبد أبدا راضيا عن الله ، وراضيا بحكمه بلذة وإيثار لذلك الرضا على كل ما عداه، لو وقع به في الوقت أعظم الهلاك ، لكان أحب إليه من جميع الشهوات .
الجوهرة الرابعة : جوهرة السر ، وهو غيب من غيوب الله ، لا تعرف ماهيته ، ولا تدرك ، وحكمه أن يكون العبد في كل حال لا يتحرك إلا لله ، ولا يسكن إلا لله ،ولا يقع فيه شيء من مخالفة الشرع أصلا لكمال طهارته
الخامسة : جوهرة الروح وهو أن يكاشف بحقيقتها وماهيتها كشفا حسيا ، بحيث لا يخفى عليه من جلها وتفصيلها شاذ ولا فاذ ، وهي حضرة ورود الإصطلام سكرا وصحوا ومحقا .
الجوهرة السادسة : جوهرة المعرفة ، وهي تمكين العبد من الفعل بين حقيقة الربوبية والعبودية ، ومعرفة كل حقيقة بجميع أحكامها ومقتضياتها ولوازمها ، وهي حضرة البقاء والصحو .
الجوهرة السابعة : وهي جوهرة الفقر لله تعالى إذا انفتحت في العبد ، يشهد افتقاره لله تعالى اضطراره إليه في كل نفس من أنفاسه ، فلا يزعجه عن هذا التمكين ورود كل خطب من أضداد فقره ، ومن تمكن من هذه الجوهرة ، صارأغنى الخلق بالله عن كل شيء ، بحيث أن لا يبالي بجميع الخلق أحبوه أم بغضوه ، أم اقبلوا عليه أو أدبروا عنه لكمال غناه بالله تعالى، فمن تمكن من هذه الجوهرة ، امن من السلب في حضرة الحق سبحانه وتعالى ، انتهى .
عن كتاب جواهر المعاني وبلوغ الأماني
في فيض سيدي أبي العباس التيجاني (قدس سره)
لمؤلفه : سيدي علي حرازم بن العربي براده (قدس سره)
لمؤلفه : سيدي علي حرازم بن العربي براده (قدس سره)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق