مواضيع المدونة

الأحد، مايو 24، 2009

القلب جواهره وخزائنها للقطب المكتوم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد واله




قال سيدنا ومولانا القطب المكتوم أبي العباس احمد التيجاني قدس سره العزيز جواهر القلب سبعة والقلب فيه سبعة خزائن ، كل خزانة محل لجوهرة من الجواهر السبعة .


فالجوهرة الأولى : جوهرة الذكر ، والجوهرة الثانية : جوهرة الشوق 
، والجوهرة الثالثة : جوهرة المحبة لله والعشق ،والجوهرة الرابعة : جوهرة السر وهو غيب من غيوب الله تعالى لا تدرك ماهيته ولا تعرف ، والجوهرة الخامسة : جوهرة الروح ، والجوهرة السادسة : جوهرة المعرفة والجوهرة السابعة : جوهرة الفقر .


الجوهرة الأولى : جوهرة الذكر إذا انفتحت في قلب العبد ، يكون أبدا منفردا من وجوده ، غائبا عن شهوده ، ويسمى عند السالكين ذهولا عن الأكوان ، وطمأنينة القلب بذكر الله .

الجوهرة الثانية : جوهرة الشوق إلى الله ، وهو أن يكون أبدا في الشوق والاشتياق إلى الله ، يطلب الموت في كل نفس ، لحرارة الاشتياق المشتعلة فيه .

الجوهرة الثالثة : جوهرة المحبة ، فإذا انفتحت في القلب يكون العبد أبدا راضيا عن الله ، وراضيا بحكمه بلذة وإيثار لذلك الرضا على كل ما عداه، لو وقع به في الوقت أعظم الهلاك ، لكان أحب إليه من جميع الشهوات .

الجوهرة الرابعة : جوهرة السر ، وهو غيب من غيوب الله ، لا تعرف ماهيته ، ولا تدرك ، وحكمه أن يكون العبد في كل حال لا يتحرك إلا لله ، ولا يسكن إلا لله ،ولا يقع فيه شيء من مخالفة الشرع أصلا لكمال طهارته

الخامسة : جوهرة الروح وهو أن يكاشف بحقيقتها وماهيتها كشفا حسيا ، بحيث لا يخفى عليه من جلها وتفصيلها شاذ ولا فاذ ، وهي حضرة ورود الإصطلام سكرا وصحوا ومحقا .

الجوهرة السادسة : جوهرة المعرفة ، وهي تمكين العبد من الفعل بين حقيقة الربوبية والعبودية ، ومعرفة كل حقيقة بجميع أحكامها ومقتضياتها ولوازمها ، وهي حضرة البقاء والصحو .

الجوهرة السابعة : وهي جوهرة الفقر لله تعالى إذا انفتحت في العبد ، يشهد افتقاره لله تعالى اضطراره إليه في كل نفس من أنفاسه ، فلا يزعجه عن هذا التمكين ورود كل خطب من أضداد فقره ، ومن تمكن من هذه الجوهرة ، صارأغنى الخلق بالله عن كل شيء ، بحيث أن لا يبالي بجميع الخلق أحبوه أم بغضوه ، أم اقبلوا عليه أو أدبروا عنه لكمال غناه بالله تعالى، فمن تمكن من هذه الجوهرة ، امن من السلب في حضرة الحق سبحانه وتعالى ، انتهى .

عن كتاب جواهر المعاني وبلوغ الأماني        
 في فيض سيدي أبي العباس التيجاني (قدس سره)  
لمؤلفه : سيدي علي حرازم بن العربي براده (قدس سره)

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق