مواضيع المدونة

السبت، أبريل 21، 2012

حديث الولاية من كتاب أنساب الأشراف للبلاذري

 بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد


قال البلاذري في كتابه أنساب الأشراف   ــ تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي ــ حول بيعة خم:



(حديث الولاية، وما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غدير خم من إمامة عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ) .
45- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: نَظَرْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِغَدِيرِ «خُمٍّ» وَهُوَ قَائِمٌ يَخْطُبُ وَعَلِيٌّ إِلَى جَنْبِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ وَقَالَ:
[مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا مَوْلاهُ [1]] .
46- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:


عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجته فَكُنَّا بِغَدِيرِ خُمٍّ نُودِيَ أَنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةٌ وَكُسِحَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شجرتين فأخذ بيد علي ابن أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَوَ لَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ قَالُوا:
بَلَى. قَالَ: أَوَ لَيْسَ أَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: هَذَا وَلِيُّ مَنْ أَنَا مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عاداه [2] .

__________
[1] ورواه ابن عساكر- في الحديث: (572) وما قبله من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق ج 38 ص 13- بطرق ثمانية عن أبي هريرة بتفصيل كثير في بعضها وهذا هو حديث الغدير الذي أفرده بالتأليف جماعة كثيرة من الحفاظ منهم ابن جرير صاحب التاريخ، ومنهم ابن عقدة ومنهم الحسكاني ومنهم الذهبي ومنهم مسعود السجستاني فانه الف كتاب الدراية في حديث الولاية في سبعة عشر جزءا، وألف وثلاث مائة أسانيد، وعليك بحديث الغدير من عبقات الأنوار فإن فيه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
[2] ورواه في الحديث: (545) وما قبله من تاريخ دمشق: ج 38 ص 9 وما قبلها، عن البراء بن عازب بستة طرق.
ورواه أيضا في الحديث: (547) منه عن سعد بن أبي وقاص، وذكرنا في تعليقه رواية سعد عن جماعة آخرين من الحفاظ، منهم الهيثم بن كليب في مسند سعد من كتاب مسند الصحابة الورق 17، ومنهم الحاكم في المستدرك: 3/ 116، ومنهم البزار، رواه عنه في مجمع الزوائد: ج 9/ 107، وقال: ورجاله ثقات، ومنهم الحافظ ابن عقدة كما في كفاية الطالب الباب الاول منه، ص 62، ومنهم المصنف البلاذري في ترجمة معاوية من هذا الكتاب. ج 2/ الورق 64 ب س 5- قال:
حَدَّثَنِي أَبُو مسعود الْكُوفِيُّ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لمعاوية في كلام جرى (بينهما) : قَاتَلْتَ عَلِيًّا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ أَحَقُّ بِالأَمْرِ مِنْكَ؟! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لأَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول (فيه) من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ولفضله في نفسه وسابقته. قال: فما كنت قط أصغر في عيني منك الآن. قال سعد: ولم؟ قال: لتركك نصرته وقعودك عنه وقد علمت هذا من أمره.
ومنهم النسائي قال في الحديث: (77) من كتاب الخصائص ص 95-: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه ان سعدا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال في الحديث: (90) وتواليه ص 110: أخبرني أبو عبد الرحمان زكريا بن يحيى السجستاني، حدثني محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا إبراهيم، حدثنا معن، حدثني موسى بن يعقوب، عن مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، وعامر بن سعد عن سعد، ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم خطب فقال: أما بعد أيها الناس فإني وليكم.
قالوا: صدقت، ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال: هذا وليي والمؤدي عني، وال اللهم من والاه، وعاد اللهم من عاداه.
وقال أيضا: أخبرنا أحمد بن عثمان البصري أبو الجوزاء، حدثنا ابن عثمة- وهو محمد بن خالد البصري- حدثنا موسى بن يعقوب، عن المهاجر بن مسمار البصري عن عائشة بنت سعد عن سعد، قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيد علي فخطب فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون اني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم صدقت يا رسول الله.
ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: من كنت وليه فهذا وليه، وان الله تعالى يوالي من والاه ويعادي من عاداه.
وقال أيضا: أخبرنا زكريا بن يحيى، حدثنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير، عن مهاجر بن مسمار، قال: أخبرتني عائشة بنت سعد عن سعد، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة وهو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم وقف الناس ثم رد من سبقه (ظ) ولحقه من تخلف، فلما اجتمع الناس إليه قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد- ثلاث مرات يقولها- ثم قال:
أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله- ثلاثا- ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. اقول ورواه في هامشه عن مسند أحمد: ج 4/ 372 وكنز العمال: 6/ 154، ومجمع الزوائد: ج 9/ 104.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

47- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:
عن البراء (بن عازب) قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَلَمَّا كُنَّا بِغَدِيرٍ خُمٍّ أَمَرَ بِشَجَرَتَيْنِ فَكُسِحَ مَا تَحْتَهُمَا، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَوْلايَ وَأَنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ. ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه. ثم (قال:) اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ) .
48- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فلما كنا بغدير خم أمر بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: [كَأَنِّي قَدْ دعيت فأجبت (و) إِنَّ اللَّهَ مَوْلايَ/ 317/ وَأَنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَمْ تَضِلُّوا، كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فإنهما (ظ) لَنْ يَفْتَرِقَا [1] حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.] ثُمَّ أخذ بيد علي فقال: من كنت (ظ) وَلِيُّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ [2] .
قال (أبو الطفيل) : قُلْتُ لِزَيْدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا كَانَ فِي الدَّوْحَاتِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ رَأَى بعينه وسمع بأذنه ذلك!!!.
__________
[1] هذا هو الظاهر، وفي النسخة: «وانهما لن يفرقا» ورواه أيضا ابن حرير، كما في الحديث الأول من فضائل علي عليه السلام من كنز العمال ج 15/ ط 2 ص 91 وفيه: «فإنهما لن يتفرقا» . ثم قال: (وروى أيضا) عطية العوفي عن أبي سعيد الخدرى مثل ذلك. ورواه أيضا النسائي في الحديث: (73) من الخصائص ص 93 عن محمد بن المثنى عن يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ سليمان، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطفيل عن زيد ...
وقال الدولابي- في آخر كتاب الذرية الطاهرة بحديث-: حدثنا ابراهيم بن مرزوق حدثنا ابو عامر العقدي، حدثني كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي (عن ابيه) عن علي ان النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم، قال: فخرج آخذا بيد علي (كذا) فقال: يا ايها الناس ألستم تشهدون ان الله ورسوله اولى بكم من انفسكم؟ وان الله ورسوله مولياكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فان عليا مولاه- او قال: هذا مولاه- اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله واهل بيتي.
[2] ورواه عنه ابن عساكر- في الحديث: (527- 538) من ترجمة امير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 29، مع زيادات في بعض طرقه، ورواه أيضا الحاكم في الحديث الخامس وتاليه من مناقب علي من المستدرك: ج 3 ص 109، وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم. واقره الذهبي في الأول، وقال في الثاني: لم يخرجا لمحمد (بن سلمة بن كهيل) وقد وهاه السعدي. اقول: لو صدق الذهبي في هذا، ولم يكن حكم السعدي بوهيه ووهنه عن العصبية العمياء لم يضر ذلك، لأن فيما عداه من الطرق الصحيحة كفاية، فانظر الى ما علقناه على الحديث: (528) وتواليه من ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

49- وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِي نعيم عن أبي غنيّة عن الحكم بن سعد، عن جُبَيْرٍ [1] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ] .
50- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ.
51- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ يزيد في إسناده قال: قال علي (عليه السّلام) : [كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من الليل يقوم فيها، فقام (في ليلة) فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عليّ فإنّي لم أسأل الله (لنفسي) شيئا إلا سألت لك بمثله!! [2]] .

__________
[1] كذا في النسخة، والصواب: «عن ابن أَبِي غَنِيَّةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير» كما في الحديث: (453 و 455) من ترجمة امير المؤمنين من تاريخ دمشق. اقول وابن أبي غنية هو يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية- كعطية- الخزاعي.
ثم ان حديث بريدة رواه أيضا تحت الرقم: (70) من باب فضائله عليه السلام من كتاب الفضائل تأليف احمد بن حنبل.
[2] ورواه ابن عساكر بأسانيد كثيرة في الحديث: (800) وتواليه من ترجمة امير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 34. ورواه أيضا ابو نعيم في معرفة الصحابة كما في الحديث: (283) من باب الفضائل من كنز العمال: ج 15/ ط 2 ص 98، ورواه أيضا المحاملي بسند آخر في الجزء- 7- من أماليه الورق 154، ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث:
(137) من مناقبه. ورواه أيضا في الباب (43) في الحديث: (180) وتاليه من فرائد السمطين ورواه أيضا ابن جرير- وصححه- وابن أبي عاصم، والطبراني في الأوسط وابن شاهين في السنة، كما في الحديث (428) من كنز العمال: ج 15/ 150، باب مناقب علي عليه السلام.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق