مواضيع المدونة

الجمعة، أبريل 20، 2012

ما ورد في وصاية على عليه السلام من شعر الصحابة رضي الله عنهم

 بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد


قال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي رحمه الله في كتابه شرح نهج البلاغة:


ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن كونه عليه السلام وصى رسول الله قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث ابن عبد المطلب:
ومنا على ذاك صاحب خيبر * وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وصى النبي المصطفى وابن عمه * فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه!

وقال عبد الرحمن بن جعيل:
لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة * على الدين، معروف العفاف موفقا
عليا وصى المصطفى وابن عمه * وأول من صلى أخا الدين والتقى

 وقال أبو الهيثم بن التيهان - وكان بدريا:
قل للزبير وقل لطلحة إننا * نحن الذين شعارنا الأنصار
 نحن الذين رأت قريش فعلنا * يوم القليب أولئك الكفار
 كنا شعار نبينا ودثاره يفديه * منا الروح والابصار
إن الوصي إمامنا وولينا * برح الخفاء وباحت الاسرار.

وقال عمر بن حارثة الأنصاري، وكان مع محمد بن الحنفية يوم الجمل، وقد لامه أبوه عليه السلام لما أمره بالحملة، فتقاعس:
أبا حسن أنت فصل الأمور * يبين بك الحل والمحرم
 جمعت الرجال على راية * بها ابنك يوم الوغى مقحم
ولم ينكص المرء من خيفة * ولكن توالت له أسهم
 فقال رويدا ولا تعجلوا * فإني إذا رشقوا مقدم
 فأعجلته والفتى مجمع * بما يكره الوجل المحجم 
سمى النبي وشبه الوصي * ورايته لونها العندم 

وقال رجل من الأزد يوم الجمل:
هذا على وهو الوصي * آخاه يوم النجوة النبي
 وقال هذا بعدي الولي * وعاه واع ونسي الشقي

 وخرج يوم الجمل غلام من بنى ضبة شاب معلم من عسكر عائشة، وهو يقول:
نحن بنو ضبة أعداء على * ذاك الذي يعرف قدما بالوصي
وفارس الخيل على عهد النبي * ما أنا عن فضل على بالعمى
 لكنني أنعى ابن عفان التقى * إن الولي طالب ثأر الولي 

وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل وكان في عسكر علي عليه السلام:
أية حرب أضرمت نيرانها * وكسرت يوم الوغى مرانها
قل للوصي أقبلت قحطانها * فادع بها تكفيكها همدانها
          هم بنوها وهم إخوانها * 

وقال زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل، وكان من أصحاب علي عليه السلام:
كيف ترى الأنصار في يوم الكلب * إنا أناس لا نبالي من عطب 
ولا نبالي في الوصيمن غضب * وإنما الأنصار جد لا لعب
 هذا على وابن عبد المطلب ننصره * اليوم على من قد كذب * من يكسب البغي فبئسما اكتسب *

 وقال حجر بن عدي الكندي في ذلك اليوم أيضا:
يا ربنا سلم لنا عليا * سلم لنا المبارك المضيا
 المؤمن الموحد التقيا * لا خطل الرأي ولا غويا
 بل هاديا موفقا مهديا * واحفظه ربى واحفظ النبيا 
فيه فقد كان له وليا ثم * ارتضاه بعده وصيا

وقال خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين - وكان بدريا - في يوم الجمل أيضا:
ليس بين الأنصار في جحمة الحرب * وبين العداة إلا الطعان
وقراع الكماة بالقضب * البيض إذا ما تحطم المران
فادعها تستجب فليس من * الخزرج والأوس يا علي جبان
يا وصى النبي قد أجلت * الحرب الأعادي وسارت الأظعان
واستقامت لك الأمور سوى *الشام وفي الشام يظهر الاذعان
حسبهم ما رأوا وحسبك منا * هكذا نحن حيث كنا وكانوا

وقال خزيمة أيضا في يوم الجمل:
أعائش خلى عن علي وعيبه * بما ليس فيه إنما أنت والده
وصى رسول الله من دون أهله * وأنت على ما كان من ذاك شاهده
وحسبك منه بعض ما تعلمينه * ويكفيك لو لم تعلمي غير واحده
إذا قيل ما ذا عبت منه رميته * بخذل ابن عفان وما تلك آبده
وليس سماء الله قاطرة دما لذاك * وما الأرض الفضاء بمائدة 

وقال ابن بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الجمل أيضا:
يا قوم للخطة العظمى التي حدثت * حرب الوصي وما للحرب من آسى
 الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت * تلك القبائل أخماسا لأسداس

وقال عمرو بن أحيحة يوم الجمل في خطبة الحسن بن علي عليه السلام بعد خطبة عبد الله ابن الزبير:
حسن الخير يا شبيه أبيه قمت * فينا مقام خير خطيب
قمت بالخطبة التي صدع الله * بها عن أبيك أهل العيوب
وكشفت القناع فاتضح الامر * وأصلحت فاسدات القلوب
لست كابن الزبير لجلج في * القول وطأطأ عنان فسل مريب 
وأبى الله أن يقوم بما قام * به ابنالوصي وابن النجيب 
إن شخصا بين النبي - لك * الخير - وبين الوصي غير مشوب

وقال زحر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضا:
أضربكم حتى تقروا لعلى * خير قريش كلها بعد النبي 
من زانه الله وسماه الوصي * إن الولي حافظ ظهر الولي * كما الغوي تابع أمر الغوي *

 ذكر هذه الاشعار والأراجيز بأجمعها أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل. وأبو مخنف من المحدثين وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار، وليس من الشيعة ولا معدودا من رجالها.

* * * ومما رويناه من أشعار صفين التي تتضمن تسميته عليه السلام بالوصي ما ذكره نصر ابن مزاحم بن يسار المنقري في كتاب صفين، وهو من رجال الحديث، قال نصر ابن مزاحم: قال زحر بن قيس الجعفي:
فصلى الاله على أحمد * رسول المليك تمام النعم
رسول المليك ومن بعده * خليفتنا القائم المدعم
عليا عنيت وصى النبي * نجالد عنه غواة الأمم

قال نصر: ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث بن قيس:
أتانا الرسول رسول الأنام * فسر بمقدمه المسلمونا 
رسول الوصي وصى النبي * له السبق والفضل في المؤمنينا

ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث أيضا:
أتانا الرسول رسول الوصي * على المهذب من هاشم
وزير النبي وذو صهره * وخير البرية والعالم 

قال نصر بن مزاحم: من شعر أمير المؤمنين عليه السلام في صفين
لا يا عجبا لقد سمعت منكرا * كذبا على الله يشيب الشعرا
ما كان يرضى أحمد لو أخبرا * أن يقرنوا وصيه والأبترا
شاني الرسول واللعين الأخزرا * إني إذاالموت دنا وحضرا
شمرت ثوبي ودعوت قنبرا: * قدم لوائي لا تؤخر حذرا
لا يدفع الحذار ما قد قدرا * لو أن عندي يا بن حرب جعفرا
أو حمزة القرم الهمام الأزهرا * رأت قريش نجم ليل ظهرا

وقال جرير بن عبد الله البجلي، كتب بهذا الشعر إلى شرحبيل بن السمط الكندي، رئيس اليمامة من أصحاب معاوية:
نصحتك يا بن السمط لا تتبع الهوى * فما لك في الدنيا من الدين من بدل
ولا تك كالمجري إلى شر غاية * فقد خرق السربال
واستنوق الجمل مقال ابن هند في علي عضيهة * ولله في صدر ابن أبي طالب أجل
وما كان إلا لازما قعر بيته * إلى أن أتى عثمان في بيته الاجل
وصى رسول الله من دون أهله * وفارسه الحامي به يضربالمثل

وقال النعمان بن عجلان الأنصاري:
كيف التفرق والوصي إمامنا * لا كيف إلا حيرة وتخاذلا
لا تغبنن عقولكم، لا خير في * من لم يكن عند البلابل عاقلا 
وذروا معاوية الغوي وتابعوا * دين الوصي لتحمدوه آجلا 

وقال عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * فما لك لا تهش إلى الضراب؟
فإن تسلم وتبق الدهر يوما * يزرك بجحفل عدد التراب 
يقودهم الوصي إليك حتى * يردك عن ضلال وارتياب 

وقال المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب:
يا عصبة الموت صبرا لا يهولكم * جيش ابن حرب فإن الحق قد ظهرا
وأيقنوا أن من أضحى يخالفكم * أضحى شقيا وأمسى نفسه خسرا
فيكم وصى رسول الله قائدكم * وصهره وكتاب الله قد نشرا 

وقال عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
وصى رسول الله من دون أهله * وفارسه إن قيل هل من منازل
فدونكه إن كنت تبغى مهاجرا * أشم كنصل السيف عير حلاحل

والاشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثير جدا، ولكنا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحزبين، فأما ما عداهما، فإنه يجل عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعد، ولولا خوف الملالة والإضجار، لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقا كثيرة.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق