مواضيع المدونة

الخميس، أبريل 12، 2012

الإعتقاد بظهور الإمام المهدي عند اليهود والنصارى

 بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد
  

لقد آمن اليهود بهذا الاعتقاد (ظهور المهدي) قال كعب الأحبار: مكتوب في أسفار الأنبياء: (المهدي ما في عمله عيب) قال سعيد أيوب الكاتب المصري الشهير في ص 370 - 380 من كتابه المسيح الدجال ما نصه: (وأشهد أني وجدت كذلك في كتب أهل الكتاب، لقد تتبع أهل الكتاب أخبار المهدي كما تتبعوا أخبار جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فأشارت أخبار سفر الرؤيا إلى امرأة يخرج منها اثنا عشر رجلا، وأشار إلى امرأة أخرى وهي تلد الأخير. وجاء في سفر الرؤيا 12 / 3 (والتنين وقف أما المرأة الأخيرة حتى تلد ليبتلع ولدها متى ولدت) وجاء في سفر الرؤيا 12 / 5 (واختطف الله ولدها وحفظه أي أن الله قد غيب هذا الطفل). وذكر سفر الرؤيا أن غيبة هذا الغلام ستكون ألفا ومائتي سنة وهي مدة لها رموزها عند أهل الكتاب، وقال باركلي عن نسل المرأة عموما: (إن التنين سيعمل حربا شرسة مع نسل المرأة)، وجاء في سفر الرؤيا 12 / 13 (فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله).

ولا تنطبق أوصاف المرأة الأولى ونسلها إلا على السيدة الزهراء ونسلها عمداء أهل بيت النبوة الأعلام، فقد طاردتهم السلطة (التنين) طوال التاريخ. أما المرأة الثانية وطفلها فلا تنطبق أوصافهما إلا على المهدي وأمه، فالمهدي هو حفيد الزهراء، وقد ترقب العباسيون ولادته يوما بيوم حتى يقتلوه، لأنهم قد عرفوا أنه المهدي المنتظر، ولكن الله سبحانه وتعالى نجا الطفل وغيبه بالفعل ليحفظه، وليهئ الأسباب لإقامة دولته العالمية، ثم يظهره. ويؤيد ما ذهبنا إليه ما جاء بسفر التكوين 17 / 20 : (وأما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه، وها أنا أباركه وأنميه، وأكثره جدا جدا، ويلد اثني عشر رئيسا، وأجعله أمة عظيمة) ومن المسلم به أن رسول الله محمد من نسل إسماعيل، وأن عمداء أهل بيت النبوة الاثني عشر هم ذرية النبي وعصبته، وأنهم أعلام الأمة وورثة علمي النبوة والكتاب، فإذا لم يكن هؤلاء العمداء هم الرؤساء المعنيون، فمن هم الرؤساء إذن؟ ومن هو الأولى منهم بالنبي، أو الأقرب إليه منهم؟ بل ومن هم ورثته غيرهم؟ قد يقول قائل ربما كان المقصود من الاثني عشر رئيسا (الخلفاء) الذين تعاقبوا على رئاسة دولة الخلافة التاريخية، وحسب تسلسلهم الزمني!! وهذا غير معقول لأن بعضهم قد هدم الكعبة، واستباح المدينة المنورة أموالا وأعراضا، وأعلن كفره جهارا ونهارا، وبعضهم قد نفذ خطة لإبادة المؤمنين الصادقين!! فهل يعقل أن يعد الله سبحانه وتعالى برئاسة مثلهم، وأن يباركهم، ويعتبر رئاستهم منة ونعمة!! وقد يقال أن الاثني عشر هم الصفوة المنتقاة من الخلفاء التاريخيين!! ولكن ما هو الدليل على ذلك؟ ومن هم المخول بانتقائهم؟
ثم إنا لو وزنا الخلفاء التاريخيين بموازين الشرع الحنيف لما صمد منهم ربع هذا العدد!! وقد يقال بأن الرئيس هو الملك فعلا!! لقد كان النمرود ملكا كان إبراهيم مواطنا في مملكته!! فمن هو العظيم والرئيس بالمعايير الشرعية هل هو إبراهيم أم النمرود الطاغية!!! لقد عاصر كل الأنبياء ملوكا بيدهم الحول والطول فهل كان الملوك هم الرؤساء العظماء، وهل كان الأنبياء عامة!! إن العبرة بالرئاسة هي الأهلية والمرجعية الشرعية فالأنبياء، والأولياء هم الرؤساء الذين اختارهم الله وفقا لموازين عدله وفضله، والملوك المتجبرون هم الذين فرضوا أنفسهم على العباد بالغلبة والقهر فخرجوا وأخرجوا الناس من دائرة الشرعية والمشروعية الإلهية.
وما يعنينا في هذا المقام هو حتمية الصلة بين الرؤساء الاثني عشر من نسل إسماعيل الذين وعد الله بهم وبين أئمة أهل بيت النبوة الكرام. ويعنينا أيضا هو النصوص الواردة بالأسفار بأن الله سبحانه وتعالى قد غيب الرئيس الثاني عشر ليحفظه ويوطد له، ثم يظهره، وتنطبق تلك الأوصاف انطباقا تاما على العميد الثاني عشر من عمداء بيت النبوة وهو محمد بن الحسن حفيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وهنالك إشارة في سفر أرميا 46 / 2 - 11 تتحدث عن قائد إسلامي عظيم يقود جند الله، وينتقم من أعداء الله عند نهر الفرات وهو المكان الذي ذبحت لله فيه (ذبيحة) ولا تنطبق أوصاف هذا.................... وتتبنى الديانة المسيحية بالطبع نفس الإشارات الواردة في الأسفار عن المهدي المنتظر، وتؤمن بفكرة الظهور، ومع أن ظهور المهدي يتزامن ويتكامل مع نزول السيد المسيح إلا أن اعتقاد المسيحية منصب بالدرجة الأولى والأخيرة على السيد المسيح، ويتجاهل ما سواه!! واعتقد مسيحيو الأحباش بعودة ملكهم ثيودور كمهدي في آخر الزمان.
 عند بعض فلاسفة اليهود والنصارى في العصر الحديث قال الفيلسوف الانكليزي (برتراند راسل) إن العالم بانتظار مصلح يوحد العالم تحت علم واحد وشعار واحد. راجع المهدي للسيد الشهرستاني ص 6 والمهدي المنتظر في الفكر الإسلامي ص 9.
وقال أينشتاين صاحب النظرية النسبية المشهور (إن اليوم الذي يسود العالم كله الصلح والصفا ويكون الناس متحابين ليس ببعيد). راجع المهدي الموعود ودفع الشبهات للسيد الشهرستاني ص 7، والمهدي في الفكر الإسلامي ص 9.
وقد بشر به الفيلسوف الانكليزي (برنارد شو) في كتابه الإنسان والسوبرمان، وعلق عباس محمود العقاد على هذه البشرى بالقول: (يلوح لنا أن سوبرمان (شو) ليس بالمستحيل، وأن دعوته إليه لا تخلو من حقيقة ثابتة). راجع برنارد شو لعباس محمود العقاد ص 124 - 125 والمهدي في الفكر الإسلامي ص 9.
وأنت تلاحظ أن راسل يبرز حاجة العالم للمصلح، وانتظار العالم لذلك المصلح، بينما يتحدث أينشتاين عن بعض مظاهر عهد ذلك المصلح وبشرى برنارد شو سندها العقل المستند إلى فكرة عالمية موروثة ومتواترة.

 منقول عن كتاب حقيقة الإعتقاد بالإمام المهدي المنتظر لأحمد حسين يعقوب

هناك تعليقان (2) :

  1. baraka'allaho fiik wa jazakallaho koll 5air

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آمين
      شكرا أخي على التعليق وكان الله لي ولكم

      حذف